قصه " بعيدا عن الأحلام "
بقلم : مصطفى ضبع
http://mostfadaba-adab10.ahlamontada.net
E-mail: Mostfa.dabaa@yahoo.com
نجحت الشمس في التسلل من النافذة الواسعة لتداعب ذلك الوجه الجميل الذي أمضى طيلة الليل يحلق في دنيا الأحلام , دنيا مليئة بالسعادة والحب , تستيقظ ليلي متفائلة كعادتها فمنذ عام مضى كانت قد أنهت دراستها وبدأت رحلة من نوع مختلف وهي رحلة إنتظار فارس الأحلام الذي تتمناه كل فتاه , فهو في مخيلتها ذو مواصفات خاصة وله شروط صعبة يجب أن يكون يشبه ذلك المطرب ذو الملابس الغير منتظمة , وان يكون رقيق المشاعر ........ سيقدس الحياة الزوجية , متدين يحب الحياة يحترم المرأه ......... كل ذلك كانت تتمناه ليلى في شريك حياتها وهي لازالت في فراشها ,ولعل تلك اللحظات لاتخلو من هواجس فقالت لنفسها ترى هل كل ما يتمناه الإنسان قد يتحقق؟ هي لا تدري ولكنها فقط تتمنى , والتمني أمر مشروع عند ليلى , ولا يخلو الوقت من من بعض القراءة ومشاهدة التلفاز وأعمال المنزل امتعبة , فهي تحلم بالنزل المنسق الجميل المريح وبه كل وسائل الراحة كي تصفو لها احياة مع الزوج الحبيب ........ 0
كسائر الأيام يمضي اليوم , يذهب الأب إلى الحقل وليلى ترافق والدتها في أعمال المنزل التي تتقنها جيدا والتي تحب أن تنجزها سريعا حتى تتفرغ لتستمتع بمشاهدة التلفاز وبعض الروايات والمجلات التي تحرص على مطالعتها ولا تخلوا الأيام من زيارة الصديقات . وبعد يوم حافل بزيارة الصديقات والمرح تعود ليل إلى المنزل لتجد أن هناك هناك إبتسامات من حولها وجو مختلف ولا ينجلي إلا بعد عناق الأم لها قائلة :- مبروك يا إبنتي ...... لقد كبرت وجائك الخطاب , لقد خطبك سالم إبن عمك , ثم تتبع تلك الكلمات بزغروده حادة تكاد أن تخرق أذنها . تدور الدنيا من حولها وهي غير مستوعبة لهذه الأحداث المفاجئه ..... ما هذا الذي يحدث ..... , وقبل أن تستعيد توازنها يباغتها الاب ، ما رايك يا ابنتى انت تعرفينه جيدا .
تحاول ليلى ان تجيب ولكنها لم تفق من المفاجاة والخجل بعد ، غير انها لم تتخيل يوما ان تكون زوجة لابن عمها سالم ........انه امر جديد فهى لاتعرف ماذا تقول ؟ وهل يؤخذ هذا القرار فى ثوان قليلة ، حينها يكرر الاب سؤاله عليها ، وهى صامتة مطاطاة الراس مرتبكة تحاول ان تصرخ ( امهلونى .......انتظروا ...انا لااعرف ) ولكنها لا تستطيع وهى لاتشعر بمزيج من الاحاسيس فرحة وذهول وخجل وخوف ولاتجد بد من ان تقول :- الراى موكول اليك يا ابى ، وبالطبع يكون الجواب على البركة .....
وهكذا فى اقل من دقيقتين وجدت نفسها كالقشة الملقاة فى محيط متلاطم الامواج وهى عاجزة حتى عن التفكير ، تنزوى على عجلة على غرفتها تاركة كل ذلك الضجيج وترتمى على السرير وهى تكاد تسمع دقات قلبها وكانها تقول لها بالامس هنا كنت تحلمين ولكن الان بعد فترة قصيرة سوف تنتقلين من هذا المزل الى المنزل المجاور ، هى تشعر بالفرحة وفى نفس الوقت المفاجاة غير ان سالم لم يكن هو صاحب المواصفات ولكنه طيب القلب ، تمضى الليلة هادئة لايقطعها سوى دقات قلبها الذى يخفق بين كل حين وحين حتى ياتى صباح مختلف .
تنهى اعمال المنزل بسرعة فائقة يفسرها البعض بانها خجل او ما إلى ذلك تنزوى فى غرفتها من جديد محاولة استيعاب ما يجد فى حياتها فتقوم بخطى بطيئة فتغلق الباب وتشغل المذياع فاذا بصوت المطرب الهزيل ينطلق بصوت ساذج ( يا حبيبى .........) فتتسائل عن الحب ومعناه هل هو بالصورة التى تخيلها لنا الاغانى والافلام السينمائية ام انه المودة والعشرة الطيبة كما يقول آبائنا وامهاتنا ......... يفاجئها جرس الهاتف ليزف اليها تهنئة من صديقتها منى فتطلب ليلى زيارتها وسرعان ما تاتى اليها :-
ليلى :- ما رايك فى ذلك الامر
منى :- لقد مررت بتجربتك تلك صدقينى المهم هو جوهر الحياة الحب والمودة
- أأتزوج بدون الحب ؟
الحب الذى تقصدينه الذى تجدينه فى الفلام السينما هذا وهم واكتشفت بعد الزواج ان الامر كله لا يعدو ان يكون بعض الاحلام فقط لا غير ومن الافضل التعامل مع الواقع ، ابحثى عن مميزات هذا الشريك طالما انه ليس سيئ وانه مقبول لديك ، اما العيوب فحاولى ان تصلحيها .
- وان لم استطع .
- تغاضى عنها ولا يوجد انسان كامل فانل مثلا استطعت ان اجعل زوجى ان يقلع عن التدخين بعد ان كان ذلك من المستحيل .
- هل ذلك حلا مناسبا .
- هذا هو الواقع تعاملى معه .
وكانت نصائح منى لها هى مفتاح الحل ويوما بعد يوم واخذت تطمئن نفسها وتحكم عقلها وهى تحدث نفسها :- سالم طيب القلب وشجاع ويبدو انه عاطفى فهو يفضل نفس المطرب الذى افضله واكثر من ذلك انه يحبنى ، ولكن عيبه الوحيد هو اصدقاؤه الذين لا اطمئن لهم سوف اطلب منه الابتعاد عنهم وبذلك اتعامل مع الامور بواقعية وبعيدا عن الاحلام .
تمت
مصطفى ضبع 2003
............ دعوه مفتوحه للجميع لزيارة منتدى مصطفى ضبع الأدبي للفكر والإبداع .........
http://mostfadaba-adab10.ahlamontada.net
E-mail: Mostfa.dabaa@yahoo.com