فى عالم الادب
بقلم :مصطفى ضبع
E-mail: Mostfa.dabaa@yahoo.com
http://mostfadaba-adab10.ahlamontada.net
تعتبر العلوم والفنون والاداب روافد لنهر واحد ألا وهو نهر المعرفة الذى ينهل منه كل مبدع بمعين مختلف ليروى به فكره الخلاق ليثمر رخاء وحبا وإخاء بين بنى البشر .
عن الشعر والشعراء
"إستيقظ يوما فشعر بحنين نحو القلم ، أمسك بقلمه وأعد أوراقه وجلس وفى عينيه بريق دنيا الأحلام وفى صدره مشاعر متوهجة وأحاسيس متزاحمة .... تريد أن تخرج اإلى هذه الأوراق ولكن –كيف –كيف يكتب .... يحاول يكتب .... يكتب ويمزق ورقة ... ويأتى باخرى يشعر بخجل مما يكتبه .... لانه ليس ذو خبرة ... إلى أن يعرض أعماله على أحد الكتاب الذى يأخذ بيده ........
مرحلة مررنا بها جميعا فى بداية مشوارنا فى عالم الأدب وهذه هى الخطوة الأولى نحو تحمل مسؤلية القلم ,ثم يسأل نفسه لماذا يريد أن يكتب ؟حتى يكتشف غاية الأدب النبيلة في رقي المجتمعات ،ولكن هذا ينقلنا مباشرة إلى نقطة هامة وهى السؤال الذى عادة ما يطرحه كل الأدباء على أنفسهم فى هذه الأيام ، هل كل ما نكتبه ونشعر به يلقى صدى عند الناس ويستقبلونه كما كتبناه ؟ يعتقد الكثير من الأدباء أن الناس لم تعد تعبأ بما يكتب أو يقرأ وأن الوسائل المسموعة والمرئية قد أتت على كل ذلك الموروث الثقافى الضخم ،وبغض النظر عن الإجابة أنا أعتقد أن كل واحد منا سواء كاتب أو قارىء بداخله لمسة جمال وحس مرهف ولكن ضغوط الحياة وأعبائها هى التى أعتمتها ، فكم من الشباب والفتيات في بلادنا الطيبة ألتقى بهم وأجد بداخلهم حسا مرهفا وشغفا بالقراءة ..فمنهم من كتب ولكن لنفسه ..ومنهم من كتب تجاربه على نطاق محدود .. ومنهم من حاول التفاعل والإنتشار واصطدم بأمور ومعوقات تجعل لديه قناعة بعدم المحاولة ....المهم أن الكثير منا لديه الحس المرهف ولمسة الجمال الداخلى إذن فالقضية ليست قضية ذوق بقدر ما هى قضية قدرات ومناخ ملائم ومعرفة الناس بهذا الفن المسمى شعرا أو أدب وهذا يقودنا إلى أن نحاول فهم ماهية الشعر الذى يأخذ كل هذه المكانة فى نفوس المتذوقين له ، فإذا أردنا تعريفا للشعر فهذه المسألة قد قتلت بحثا وإستنتاجا وأنا لاأميل إلى كثرة الإستدلال بالنظريات الصماء والمسلمات ولكن هناك شئ واحد أعترف به هو الإحساس ، فإذا عدنا إلى الوراء إلى الأزمان القديمة للاحظنا أن لفظ شعر كان يطلق على أى نص أدبي سواء كان شعرا أو قصة أو رواية فهم فى ذلك الوقت كانوا يستشفون من وراء تلك النصوص اللمسة الشاعرية التى بها فيأخذون بها دون الإلتفات إلى الإطار الذى وضعت فيه ، وإذا بحثنا فى معنى كلمة شعر سنجد أنها مستوحاه من مادة شعر أى يشعر أى يحس ...إذن فالشعر إحساس ليس له قواعد ولا مدارس ولكن هذا الإحساس لا يمكن أن يخرج من صدر الإنسان بدون أدوات تبلوره وتنقحه وتهيئه للاستقبال عند القارئ .....إذن يكون الشعر نصفه إحساس ونصفه أدوات هذه الأدوات هى المهارة والحرفية التى تتمثل في التشبيهات والصور الجمالية والقوافى والعروض والمحسنات البديعية والإستعارات المكنية والتصريحية.....إلخ, وهذا هو الجزء الذي يكتسب بالمران والتعلم أما الإحساس الأدبي أو الإنساني واللمسة الشاعرية فهي أمر فطري وموهبة يمكن تدعيمها وتنميتها بسعة المدارك وتعدد المعارف وكثرة القراءة وإعمال العقل والقلب معا , والتفكر والتدبر والمقارنة والإستنباط, من خلال ماسبق نجد أن بداخل الكثير منا شاعرا مبدعا حساسا ولكن ماهي درجة موهبته ومن الذي يمكنه أن يسلح الشاعر الذي بداخله بالأدوات التي يصقل بها إحساسه وموهبته كي يخرج ما بداخله من رؤى وأفكار وإحساس فيستقبله القارىء في أبهى حله ، أما عن الشعراء فيحضرني قول أحمد شوقي :"أنتم الناس أيها الشعراء "وذلك إحقاقا وإعترافا بدور الأديب ذو الفكر الطموح .وفي رأيي أن الشاعر والأديب مع أعلى مراتب حملة الأقلام حيث أنه هو الذي يحمل الام الناس وعبىء قضاياهم ويكون لسانهم الناطق باسمهم حتى ولو كممت أفواههم وهو أيضا الذي يحمل على كاهله أحلامهم وطموحاتهم ويعمل على تحقيقها وهو الذي يسلط الأضواء بحنكة ومهارة على القضايا المهملة صغيرة أو كبيرة وهو الذي يشعر بالجميع .الشيخ والطفل والشاب والفتاة حتى الحيوان والجماد والنبات ويتحدث ويصرخ ويفرح ويغني وأحيانا يعاقب باسمهم جميعا, إذن فالأديب هو ضمير المجتمع0
أما عن الأدب في وادينا الطيب بالتحديد فهيا بنا نقف على حجم التطور الذي تحقق على أرض وادينا الغالي , فأروي لكم أولا هذا الأمر الطريف : كنا منذ بضع سنوات نخجل أن يصرح أحدنا بموهبة الشعر أو حبه للقراءة أو الكتابة لأن ذللك من وجهة نظر الناس (كلام فاضي .....وناس فاضيه) ومن الأجدى البحث عن لقمة العيش , وقد قيل لي هذا الكلام كثيرا حتى من بعض المثقفين وكبار رجال التعليم الذين قامت على أكتافهم النهضة العلمية والإجتماعية في هذه البلاد , حتى شعرت أننا قد عاد بنا الزمن إلى بداية القرن العشرين ورأيت إحتقار الناس (للمشخصاتي والجورنالجي) ولكن هؤلاء لهم عذرهم فإرث الماض ثقيل......، ولكن هذه الصورة التي عايشتها لم تستمر كثيرا فحينما أصدرت العمل الأول لي ديوان في هذا المكان كانت الصورة مشرقة بعض الشيء بفضل الله وبفضل رجال عرفوا قدر الأدب قد شقوا لنا دربا نسلكه إلى قلوب القراء و حتى الصحافة القاهرية التي كانت حصنا حصينا منيعا أمامنا نحن أدباء الوادي الجديد, واليوم لدينا صحافة فتية متمزه وشباب مثقف واع وطموح أعتقد أن له دور هام في بعث الطاقات المعطلة وإعادة الأمل في نفوس الجميع ليكتب ويعبر وينطلق إلى افاق أرحب , و إذا كنت شاهدا على عصر كانت فيه القراءة ترف فاليوم لدينا بوادر مناخ طيب يدفع للأمام ويشجع براعم الأدباء على أرضنا الطيبة كي تنمو وتنمو وتثمر مصابيح للعلم والأدب والفن في الغد القريب 0
تم...................
............ دعوه مفتوحه للجميع لزيارة منتدى مصطفى ضبع الأدبي للفكر والإبداع ...........
http://mostfadaba-adab10.ahlamontada.net
E-mail: Mostfa.dabaa@yahoo.com
[b][justify]