موقع شباب الوادي الجديد انضم الى اكبر موقع تواصل اجتماعى انضم لنا بافكارك واحلامك وارائك
اهلا ومرحبا بكم في منتدى شباب الوادي الجديد. نحن مجموعة من شباب هذا البلد العتيق نحاول جاهدين ان نشارك في تنمية هذا البلد ورفع رايتة
موقع شباب الوادي الجديد انضم الى اكبر موقع تواصل اجتماعى انضم لنا بافكارك واحلامك وارائك
اهلا ومرحبا بكم في منتدى شباب الوادي الجديد. نحن مجموعة من شباب هذا البلد العتيق نحاول جاهدين ان نشارك في تنمية هذا البلد ورفع رايتة
موقع شباب الوادي الجديد انضم الى اكبر موقع تواصل اجتماعى انضم لنا بافكارك واحلامك وارائك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع شباب الوادي الجديد انضم الى اكبر موقع تواصل اجتماعى انضم لنا بافكارك واحلامك وارائك


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
شباب الوادى الجديد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



******
المواضيع الأخيرة
» اللهم آمين يارب العالمين ????
حكايات من زمن فات Emptyالثلاثاء فبراير 16, 2021 1:12 am من طرف ربيع بلال

» واحة الفرافرة
حكايات من زمن فات Emptyالسبت فبراير 06, 2021 6:09 am من طرف ربيع بلال

» إنشاء شركة مساهمة لاستغلال مخلفات النخيل وتصنيع ألواح الخشب بالوادى الجديد
حكايات من زمن فات Emptyالإثنين أكتوبر 30, 2017 6:44 am من طرف ربيع بلال

» Sixth Arabian conference (governmental organizations administrative development) Effective transformation opportunities Location: Cairo –Egypt Duration: 24:28 December 2017
حكايات من زمن فات Emptyالأحد أكتوبر 29, 2017 7:06 am من طرف مروة الدار

»  تهديكم الدار العربية للتنمية الإدارية اطيب التحيات واصدق الاماني بدوام التوفيق عن المؤتمر العربى السادس: (التطوير الاداري في المؤسسات الحكومية) فرص التحول البناء مقر الأنعقاد : القاهرة – جمهورية مصر العربية مدة الانعقاد : من 24 الى 28 ديسمبر 2017م فندق س
حكايات من زمن فات Emptyالثلاثاء أكتوبر 17, 2017 3:12 am من طرف مروة الدار

» الأوراق المطلوبه والأجراءات اللازمه لتسجيل فى المؤتمر العربى السادس من الأحد الموافق من 24 الى 28 ديسمبر 2017
حكايات من زمن فات Emptyالأحد أكتوبر 15, 2017 8:14 am من طرف مروة الدار

» البرنامج التدريبى :التخطيط المالى وإعداد الموازنات التخطيطية ودورها فى الرقابة وتقييم الأداء القاهرة– أسطنبول
حكايات من زمن فات Emptyالسبت أكتوبر 14, 2017 6:16 am من طرف مروة الدار

» البرنامج التدريبى :التخطيط المالى وإعداد الموازنات التخطيطية ودورها فى الرقابة وتقييم الأداء القاهرة– أسطنبول
حكايات من زمن فات Emptyالسبت أكتوبر 14, 2017 6:13 am من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية الحكومة الإلكترونية (الأهمية والأهداف – التطبيقات والأداء ) مقر الإنعقاد: ماليزيا موعد الإنعقاد: خلال الفترة من 24 الى 28 نوفمبر 2017 م
حكايات من زمن فات Emptyالثلاثاء أكتوبر 10, 2017 6:55 am من طرف مروة الدار

نتورك بلاس
حكايات من زمن فات 2n86ix10
موتور كار
حكايات من زمن فات Islam-10
الاسلام هويه
حكايات من زمن فات Islamf10
تسوق عبر الانتر نت
حكايات من زمن فات 66389810
تمور الألفى
حكايات من زمن فات Ououuu10



 

 حكايات من زمن فات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ربيع بلال
نائب المدير
نائب المدير
ربيع بلال


الدولة : مصر
عدد المساهمات : 5218
تاريخ التسجيل : 17/08/2010
الموقع : عابر سبيل
المزاج : لا اله الا الله ... محمد رسول الله

الريس
الريس:

حكايات من زمن فات Empty
مُساهمةموضوع: حكايات من زمن فات   حكايات من زمن فات Emptyالجمعة أبريل 05, 2013 10:30 am

حكايات من زمن فات 558914_397109770386200_829351144_n


دخول هيئة تعمير الصحارى الى الواحات

فى عام 1961 كانت بداية وصول اولى قوافل التعمير الى الواحات الداخلة والخارجة ، فى مرحلة تاريخية شهدت انقلابا حضاريا وثقافيا واقتصاديا فى كلتا المنطقتين ، الخارجة والداخلة ، وان كانت الاولى اقل تأثرا من الثانية ، بسبب موقعها القريب – نسبيا – الى الصعيد الأوسط ، بالأضافة الى كونها العاصمة الادارية للمحافظة ، التى تستقطب – بالضرورة – عناصر بشرية لازمة للحكم والادارة .

فقد كانت الواحات الخارجة كانت –قبل وصول قوافل التعمير- عاصمةادارية لمحافظة الصحراء الجنوبية ، منذعام 1922، والتى تغير اسمها ليكون محافظة الوادى الجديداعتبارا من عام 1961 ، وبذلك كانت الواحات الخارجة اكثر الواحات المصرية تعرضا للتيارات الثقافية الوافدة ، فمنذ العصو الوسطى وحتى العصر الحديث ، شهدت الخارجة واستقبلت تيارات ثقافية مختلفة المصادر ، منها لكونها محطا ومعبرا وبوابة لمصرعلى طريق درب الأربعين ا لذى ظل طريقا للربط الحضارى والتجارى بين مصر وشمال افريقية من جهة ، والأمم الأفريقية فى الجنوب من جهة أخرى ، ومن اهم ما يمكن الأشارة اليه من عناصر كانت شديدة التأثيرالثقافى على منطقة الخارجة ، هى تجارة الرقيق الوافدة من افريقية عبر درب الأربعين ، حيث كان بعض تجار هذه السلعة يبادلون اهل الواحات الخارجة عدد من الرقيق ، مقابل تزويدهم بالمؤن اللازمة للمسافرين ، والأعلاف لقوافل الابل ،

وقد كان لهذه الظاهرة اثرا كبيرا – على المدى القريب والبعيد – على التركيبة السكانية ، خاصة فى منطقة باريس والخارجة .

كذلك ، ومنذ ان تحولت القيادة فى محافظة الصحراء الجنوبية لتكون تحت ادارة سلاح الحدود ، الذى كان يحكم – ايضا – محافظات سيناء ، واسوان ، والصحراءالغربية ( مطروح- واحة سيوة - الواحات البحرية – واحة الفرافرة ) وقد تبع ذلك انتقال اعداد هائلة من عسكر وهجانة الحدود من خاصة من سيناء واسوان الى الواحات الخارجة بصورة مكثفة ، واقل منها الى الداخلة . وقد كانت هذه الهجرة ( الرسمية ) عاملا مهما فى التأثير الثقافى الوافد على الواحات الخارجة تحديدا ،

ايضا ، فقد كان لقرب الواحات الخارجة من بلدان وادى النيل – وهى اقرب الواحات المصرية الى خط النهر – سببا مباشرا فى استقبال حركة التجارة من والى منطقة الصعيد ، وبالتالى كان طبيعيا ان يستقر عدد كبير من تجار الصعيد فى الواحات الخارجة بأسرهم واقاربهم ، فقد كانت بلاد الصعيد الأوسط – آنذاك – مناطق طاردة ، بعكس مناطق الواحات التى كانت وقتها بكرا ،تقبل ، بل تشجع على الوفادة البشرية ، خاصة فى تلك النشاطات التى لم تدخل قبلا فى ثقافة السكان المحليين ،



تلك الهجرة التى ما لبثت حتى تحولت الى استقرار ،وذوبان اجتماعى لكل هذه الفئات الوافدة .

لذلك ، فالواحات الخارجة كانت قد اتخذت تكوينا سكانيا خليطا مستقرا ، لايحمل من الخصوصية الثقافية التى تتسم بها الواحات عموما ،تلك الخصوصية التى طالما حافظت عليها العزلة التاريخية والجغرافيةايضا .

لكل هذه الأسباب كانت الواحات الخارجة اقل الواحات تأثرا من الناحية السكانية والثقافية ، عند وصول قوافل التعمير ( الحكومى ) اليها عام 1961 .



لكن الأمركان مختلفا فى الواحات الداخلة ، التى تبعد عن الواحات الخارجة بمسافة مائتى كيلو متر فى اتجاه الغرب ، والتى عاشت فى خصوصية ثقافية لعهود طويلة ، بسبب عزلتها الجغرافية عن مناطق الاحتكاك الثقافى الأخرى .

وواقع الأمر ، انه يمكن القول بأن الواحات الداخلة كانت هى الأكثر اغراء وجاذبية لقوافل التعميرالجديدة الوافدة لعدة أسباب ، منها :

1- أن الواحات الداخلة هى أكبر الواحات المصرية من حيث حجم المخزون الجوفى لمياه الآبار ، وهو ما يشكل عاملا مساعدا مهما فى انجاز خطط التنمية الزراعية ، التى تستهدفها قوافل التعمير بصفة أساسية .



2- ان السكان بالداخلة يتميزون بثقافة زراعية فائقة ،قلما تتوافر فى كل الواحات الأخرى .



3- أن التعداد السكانى بالداخلة هوالأعلى ، مما يساعد ويضمن توفير الأيدى العاملة الزراعية المدربة ، التى تتطلبها التنمية الزراعية .



4- أن المعمور البشرى فى الداخلة، موزع على مسافات متباعدة جغرافيا ، مما يضمن التواجد البشرى المسبق ، فى خطة التوسع الزراعى ، وهوما يوفر على الخطة الانفاق على خلق مجتمعات فى مناطق مستحدثة ، وما يتطلبه ذلك من تكاليف البنية الأساسية لمثل هذه المستعمرات الجديدة ،ويكفى – للتدليل على ذلك – ان نذكر أن قرية بلاط وحدها كانت تضم _ عند وصول التعمير الحكومى – عدد58 تابعا ،يضم كل واحد منها عدد من العائلات التى تمارس العمل الزراعى على مياه العيون القديمة والسواقى ، وسط مساحات شاسعة من الأراضى القابلة للزراعة ، ما أغرى صاحب القرار التنموى ،باتخاذ هذه ( التوابع ) نقطة الانطلاق والتوسع ، وهو ما لم يتوفر فى الواحات الأخرى

استطاعت ( هيئة تعمير الصحارى ) وهو الجهاز الرسمى الذى انيطت به مهام تعمير الوادى الجديد ،ان تحدث انقلابا جذريا فى منطقة الواحات الداخلة ، على المستويات الأقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، لذلك كانت بحق ، هى اهم واكبر المؤثرات الثقافية الوافدة الحديثة فى الداخلة . ولعل اللافت للنظر ، هو ان هذا التغير – او التغيير – الانقلابى ، جاء فى مدة زمنية شديدة القصر ، اذا ما قورنت بآثارها التى خلفتها بعد رحيلها ، اذ لم يصل عمر هذه الهيئة العمرانية الى أكثر من تسع سنوات فقط ، وهو زمن لا يمكن له ان يحدث مثل هذه التغييرات فى اى مجتمع آخر ، ولكن قدرة الواحات الفائقة على تقبل اية عناصر وافدة ، كانت هى المبرر الأوحد لهذه النتائج التى حدثت على أرض الواقع .

لهذا فاننا يجب ان نعرض لبعض مما سلكته هذه الهيئة العمرانية الجديدة ، فى هذا المجتمع الواحى المعزول منذ زمن ليس بالقصير ، خلال مدة بالغة القصر !!!

اولا : كانت رحلة السفر من الواحات الداخلة الى الواحات الخارجة ( اقل من مائتى كم ) تقطعها سيارات نقل الركاب الى جانب البضائع – مع الأبقار أحيانا – فى مدة تتراوح بين 24 الى 36 ساعة ، وتستكمل الى القاهرة فى ثلاثة أيام أخرى !!

فقد كان درب الغبارى القديم ، هو الطريق غير الممهد والذى كثيرا ما كانت تغوص عجلات العربات فى رماله فى بعض المسافات ،وتتخطى الجبال والهضاب صعودا وهبوطا فى مسافات أخرى ، مما كان يجعل من الانتقال بين الداخلة و ا لخارجة ، ضربا من المغامرة !! وقد كان بوم الثلاثاء اسبوعيا هو فقط اليوم المحدد للسفر ،

كانت أهمية هذه الرحلة اشد ما تبدو ، فى سفر طلاب المدرسة الثانوية الى الخارجة ، حيث لم يكن هناك بالداخلة سوى المستوى التعليمى الأعدادى ( حتى عام 1962)

وبالتالى فلم يكن من المتاح لهؤلاء من صغار التلاميذ ، الا ان يكتفوا بزيارة اهليهم فى الداخلة- فقط - فى أجازة نصف العام ، على الأكثر !!

وعلى درب الغبارى هذا كانت هناك العديد من العلامات التاريخية والمعتقدية ، خاصة ان هذا الدرب كان هو طريق السفر من وادى النيل الى المغرب العربى،والعودة ، وبالتالى فقد كان بالنسبة للمغاربة هو طريق الحج والتجارة ، عبر الواحات ، ثم قوص بالصعيد الأوسط ، ومنها الى ميناء عيذاب على البحر الأحمرثم الى الأراضى الحجازية ، وهناك العديد من الأحداث والروايات التاريخية التى ارتبطت بهذا الدرب ، منها على سبيل الأمثلة :

منطقة المغربى والتى تبعد عن الداخلة بمسافة120كم الى الشرق ، وقيل انها كانت تضم ضريحا لأحد المشايخ المغاربة ، وقد توفى فى هذا المكان ،وهو فى طريق عودته من الحج عائدا الى بلده فى المغرب ، فدفن فى هذا المكان ، وصار الموقع مزارا للمسافرين ، ومحطة للراحة الجسدية ( والنفسية ايضا ) ومكانا لتناول الوجية التى يطلق عليها اهل الداخلة ( أكل السكة )

ومما زاد من قوة هذا المعتقد الشعبى لدى اهل الداخلة ، حول قداسة هذا الشيخ صاحب الضريح ( المغربى ) هى تلك الواقعة الحقيقية ( تاريخيا ) والتى ننقلها عن اللواء رفعت الجوهرى ، مؤرخ سلاح الحدود ، فى سرده لأحداث الغزو السنوسى للداخلة ، حيث يقول :

( فى يوم 10 من مايو سنة 1916 قامت قوة من الأستراليين ،يبلغ عددها عشرين ، ومعها مستر اومسترنج ، والشيخ محمد سعيد بقصد اكتشاف طريق الداخلة ، وقد وصلوا الى ( المغربى ) وهى نقطة فى الجبل تقع فى ثلث طريق الصحراء ما بين الخارجة والداخلة ، وهناك تقابلوا مع طيارتين كانتا تكتشفان جيوش السنوسية بالداخلة ، وقد اطلقتا القنابل على موط وهى عاصمة مركز الواحات الداخلة ، والراشدة ، وعادت دورية الكشافة بالطريق ما بين اسيوط والخارجة ، فقام الشيخ محمد سعيد ومعه كل ما يلزم لأحضار حطام الطائرتين على ا لعربات ، وفعلا عاد بأجزائها يوم 2 من يونية ، ولم يصب ركابها بضرر .

وفى شهر يونية ، سقطت طيارة ما بين الداخلة والخارجة ، فقامت للبحث عنها قوة من ا لجيش البريطانى ، يرافقها الشيخ محمد سعيد ، وقد وجدت بجوار( المغربى ) وهى نقطة ما بين الخارجة والداخلة ، الا انه وجد راكباها قتيلين ، احدهما قتل نفسه ،والأخر قتلته الحادثة ، وقد دفنا هناك ، وعادت القوة البريطانية بالطيارة المكسورة يوم 26 من يونية سنة 1916 ، وقد استحضرت هاتين الجثتين فى سنة 1921 وارسلتا الى المنيا ، لدفنهما فى مقبرة الجيوش هناك )

هذا مايرويه – نصا – اللواء رفعت الجوهرى ، من واقع السجلات اليومية لسلاح الحدود .

ولعل حوادث الطائرات البريطانية ، وسقوطها فى منطقة ( المغربى ) تحديدا ، بعد قصفها لسكان الواحات الداخلة ، يكون مبررا قويا لأن يعتقد الجميع فى ( بركة ) وقداسة هذا الشيخ المغربى ،،،





يمر درب الغبارى أيضا على منطقة ( الغراب ) وهى قبل الوصول الى واحة الخارجة بمسافة 30 كم ، وكان المسافر على هذا الطريق يستطيع ان يرى بقايا خط سكة حديدية فى منطقة الغراب هذه .

ومنطقة الغراب لها – ايضا - قصة تاريخية ، تعود الى شهر اكتوبر من عام 1916 اثناء محاولة الاحتلال السنوسى الليبى للواحات الداخلة ، وتحرك القوات المصرية مع القوات الأنجليزية عبر الواحات الخارجة ، متجهة الى الداخلة لتحريرها من الغزاة ،وبهدف نقل القوات العسكرية الى منطقة المعركة ، شرعت فى انشاء خط للسكة الحديدية ، حتى وصل هذا الخط الى منطقة الغراب ، حينئذ علم الغزاة بقدوم جنود مصر وبريطانيا ، ففروا هاربين منسحبين شمالا الى الفرافرة ثم الى الواحات البحرية ، واسم الغراب هذا يعود الى ( غراب ) المياه ، الذى يقوم بتزويد القطار بالمياه اللازمة من خلال البئر التى تم حفرها فى ذ ات الموقع .



كان درب الغبارى هذا ، هو النافذة الوحيدة التى يمكن ان يطل منها أبناء الداخلة على اقرب مناطق العمران فى مصر ، وقد شكلت صعوبة السفر خلال هذا الدرب أولى صور العزلة الثقافية ، تلك العزلة التى دامت حتى وصول هيئة تعمير الصحارى .

وخلال اقل من عام ، قامت هيئة التعمير برصف هذا الطريق ، فى نفس مسار درب الغبارى ، ذلك الأسم الذى لم يعد يعرفه احد الا من خلال الخرائط القديمة ، حتى النقاط والمحطات التى كانت شهيرة فيما مضى ، اضحت فى طى النسيان ، رغم ارتباطاتها الوثيقة بتاريخ المنطقة، الذى يحمل أحداثا لم يمض عليها الا ما يقارب 90 عاما فقط ، فقد اصبح المسافر يقطع المسافة من الداخلة الى القاهرة فى حوالى عشر ساعات فقط ،،،وبالتالى فقد ذاب العديد من العناصر الثقافية المميزة للسكان ،مع سهولة ويسر الأتصال بوادى النيل بكل ربوعه ، وثقافاته المختلفة .



لذلك كانت عملية رصف طريق الداخلة ، الخارجة / درب الغبارى سابقا ، خلال هذه المدة الوجيزة ، تعد فاصلا ثقافيا حاسما ،أنهى العزلة التاريخية الضاربة فى القدم، وبرغم ذلك ، فأنه لم يصب الخصوصية الثقافية بكل مكوناتها المحلية ، ولكنه ، وبشكل مؤكد ، استطاع أن يدهس ( السيرة الذاتية ) لدرب الغبارى ، بما تحمله من قصص وحكايات الشيخ المغربى وكراماته ، التى تبخرت سريعا ، مع دخان المركبات التى تتسابق على اسفلت الطريق الجديد .



ثانيا : استخدمت هيئة التعمير الحفارات العملاقة فى حفر الآبار الجوفية ، من تلك النوعية التى تستخدم فى حفر آبار البترول ، والتى كان يطلق عليها اسم ( بريمة ) وبعد أن كان الأهالى يحفرون آبارهم بآ لة ( الدولاب ) التى تستغرق قرابة خمس سنوات لحفر بئر واحدة ، اصبح الأمر لا يستغرق أكثر من اسبوع واحد ، اضافة الى أن تكاليف الحفر – فى عصر هيئة التعمير – كانت تتحملها الحكومة كاملة ، دون تحمل الأهالى لأية أعباء مالية .

وبذلك تسببت هيئة التعمير فى توقف الأهالى عن حفر الآبار بالطريقة التقليدية ، وان كان هذا التوقف ظل مؤقتا ، الى أن عاد الدولاب البلدى مرة أخرى بعد انسحاب الحكومة من توليها مسئولية التعمير ، وقد عاد الدولاب مطورا بصورة نسبية ، ولكن لم تعد معه الأغانى التى كان الرجال ينشدون بها أثناء العمل فى الحفر ، وهو ما نتناوله تفصيلا ، خلال الفصل الخاص بالعادات المرتبطة بحفر الآبار فى الواحات الداخلة .



ثالثا : كما ذكرنا ، فقد كان ضمن المغريات التى جعلت هيئة التعمير تتجه بثقلها نحو الواحات الداخلة بصورة اكثر تركيزا ، عما عداها من واحات أخرى ، كان وفرة العمالة الزراعية المدربة والماهرة ،خاصة وأن حرفة الزراعة هى مكون ثقافى بالدرجة الأولى .

،وفى ذلك نذكر التجربة التى حاولت هيئة التعمير تنفيذها ، فى بداية عهدها بالعمل فى المنطقة ، حين قامت – لتنفيذ خطة غير مدروسة للحكومة تهدف الى توطين البدو – بتمليك أراضى زراعية ومساكن لمجموعة من البدو ( من قبائل اولاد على ) ممن كانوا يترددون على شمال الواحات الداخلة ، يعيشون على سلب ونهب محاصيل الفلاحين ، ولم تشهد هذه المحاولة الا الفشل الذريع ، بسبب ما نؤكد عليه دوما ، وهو ان الزراعة ثقافة ، وثقافة البدوى لا تتفق مطلقا مع هذا الشاط المستقر . بل أن علاقة البدوى بالفلاح تصل فى تاريخها الى حد العداء .

وقبل قدوم هيئة التعمير الى المنطقة ، كان فلاح الواحات الداخلة يتسم بدرجة عالية من الخبرة والنشاط والمثابرة ، والدليل على ذلك هو هذا الكم الهائل من الانتاج الحيوانى الذى يتم تصديره الى الواحات الخارجة ، والواحات البحرية ، والفرافرة ، وبعض مدن اسيوط ، منها مايتم تصديره بطرق شرعية ، ومنها بطرق التهريب ، بسبب انخفاض السعر المحلى ، مع توافر الانتاج .

وقد كان العمل الزراعى ، هو النشاط السائد تماما دون غيره ، وكان نظام الأسرة الممتدة ، هو النمط الاجتماعى الغالب للسكان ( والأسرة الممتدة هو نظام اجتماعى يسمح بزواج الأبناء فى منزل أبيهم ) وبالتالى يكون الأب الكبير دائما هو ولى الأسرة ، بمن فيهم من الأبناء الرجال المتزوجين وابنائهم ايضا ، وكانوا جميعهم يعملون فى زراعة أراضى وآبار الأسرة ، مهما كان حجمها ، كبيرا ، ام محدودا ،

لهذه الاسباب وغيرها ، سعت هيئة التعمير الى فلاحى الداخلة لجذبهم للعمل بها ،

متبعة اسلوب ونظام الأجر باليومية ، واذكر ان هيئة التعمير كانت تعطى أجرا يوميا للعامل قدره عشرون قرشا ، بما يوازى ستة جنيهات شهريا .

ولما كانت الزراعة فى المنطقة ليست بذات العائد المادى الذى يغرى بالتمسك بها كنشاط منفرد ، فقد سعى كل رب أسرة ( ممتدة ) الى تشغيل معظم الأبناء من الرجال فى هذا العمل ( الحكومى ) الجديد ، الذى يدر دخلا نقديا سائلا بصفة شهرية – خاصة وأن الانتاج الزراعى آنذاك كان للاستهلاك المنزلى وليس للبيع – اما وقد اصبح فى الآمكان الحصول على رواتب شهرية ،بأقل الجهد ، فلما لا ؟؟؟

خاصة اذا كان ما يقومون به من عمل ، يدخل فى دائرة العمل الشكلى والصورى ، شأنه فى ذلك شأن معظم العمل الحكومى ، بمفهومه التقليدى فى مصر عموما .

وهنا نستطيع ان نسجل مدى التأثير الاجتماعى والثقافى لهذه الظاهرة التى تسيدت مجتمع الواحات الداخلة ، خلال فترة تواجد مؤسسة التعمير ، والى ما بعدها ايضا ، وهوما يتجلى فى بعض الصور التالية :



1- مع اتجاه معظم الأيدى العاملة فى العمل الزراعى ، الى العمل الحكومى ، اهملت الزراعة المحلية التقليدية بمحاصيلها التى كانت تغذى المجتمع المحلى بالأكتفاء الذاتى ، واتجه ( الفلاحون ) الى شراء معظم طعامهم !!



2- مع الآعتماد على هيئة التعمير فى حفر الآبار التى تغذى زراعات الأهالى ، وعدم تمكنها من تلبية كل احتياجات المياه فى المنطقة ، فقد جفت معظم الأراضى ، والعيون القديمة ، دون استعواض لها ، مع ترك الأهالى للعمل الجماعى فى حفر الآبار بالطرق التقليدية القديمة ، نظرا لما تتطلبه من قوى بشرية متفرغة ، وجهد لا يقدر عليه من اعتادوا العمل الحكومى .



3- أهملت هيئة التعمير بصورة تامة ، زراعات النخيل ، فلم يكن انتاج البلح ضمن أجندتها ،حيث اقتصرت خطتها – فقط – على محاصيل الغلال بغرض التصدير الى العاصمة ، وذلك بهدف سرعة عرض انجازات الهيئة على مسئولى الحكومة ، ولما كان النخيل من الأشجار التى لاتثمر الا بعد مرور خمس سنوات على الأقل ،اذن فهو من المحاصيل ذات النفس الطويل ، التى لا تسعف بعرض النتائج العاجلة ، وقد كان فى ذلك تجاهل تام لعنصر ثقافى مهم للغاية ، فى ايكولوجيا الحياة فى الواحات ، التى ظلت لقرون عديدة تعتمد فى كل مناحى حياتها على النخلة ،بكل مكوناتها ، وليس بلحها فقط .

ولأن البلح يشكل أهمية خاصة وهو العنصر الثقافى الأهم فى حياة الواحات ، عادت رعايته من جديد ، بصورة تفوق الماضى ، حتى قبل بدء التعمير ، وقد كان الدافع الى هذا البعث الجديد ، هوتلك المصانع العديدة التى تتولى تعبئة وتغليف ثمار البلح ، بهدف تسويقه وتصديره ، وبالتالى فقد اضحى هذا المحصول نشاطا اقتصاديا بالغ القيمة ، ما جعل زراعة اشجار النخيل ورعايتها المستمرة ، تأخذ مكان الصدارة بين الآنشطة الزراعية الأخرى دون منازع .

ولعل ذلك ما يعد مؤشرا مهما فى خصوصية الثقافة الزراعية فى المنطقة ، التى تتمثل فى اهتمام شباب الفلاحين بهذ المحصول المحلى الذهبى .



4- من تجليات الدخول النقدية الشهرية فى صورة رواتب ، ظهور المقاهى التى تعج بالرجال والشباب ، ممن كانوا – فيما مضى – يقضون يومهم كاملا من قبل الشروق الى ما بعد غروب الشمس فى حقولهم ، بصفة يومية ، خاصة والحقول تبعد عن المساكن بمسافات بعيدة ، حتى انك حينما كنت تصادف رجلا فى شوارع الواحة فى غير يوم الجمعة ، فأن عليك ان تسأله عن صحته ، فمن لا يسرح الى الغيط فى يومه ، لابد وأن يكون مريضا !!!

لذلك عجت المقاهى بكل هؤلاء ، وقد تبدلت ملابسهم الى الأحدث والوافد من الأزياء ، واجتمع الشباب من ابناء البلد ، بالوافدين من أبناء وادى النيل العاملين فى هيئة التعمير ، وتكونت بينهم علاقات ، فى العمل ، والمقاهى ، والمنازل أيضا .

وقد كان لذلك الأثر الثقافى الهائل على الشخصية المحلية ، خاصة ان معظم هؤلاء الوافدين لم يعودوا الى بلادهم ، بعد زوال مؤسسة التعمير، لتفضيلهم الحياة فى الواحات .

كانت خطورة هذا العنصر فى منظومة التغير الثقافى الذى احدثته هيئة التعمير، يكمن فى تحويل العاملين الزراعيين بها من عمالة مؤقتة باليومية ، الى عمالة دائمة

( مثبتة ) مع نقلهم الى قوة العمل الحكومى فى مجلس المدينة ( الادارة المحلية ) وقد جاء هذا الأجراء بمثابة الرشوة ، مقابل السكوت عن الانسحاب المفاجئ لهيئة التعمير من المنطقة ، وما كان يمكن ان يحدثه ذلك الهروب من آثار اجتماعية واقتصادية فقط ، اما الخلل الثقافى الذى خلفته هذه الهيئة ، فلم يلق اية اهتمامات ، او دراسات تذكر ، بل لعلنا نستطيع ان ندعى اننا اول من يتعرض لهذا الأمر ، وذلك لما يمثله من اهمية بالغة ،خاصة عند التعرض لدراسة التاريخ الثقافى لمنطقةالواحات الداخلة ، بمنهج علمى وميدانى وتاريخى أيضا !!!

ولكن ، لعل العزاء فى تلك الآثار المترسبة جراء هذه المرحلة ، وانسحاب التعمير الحكومى ،الذى لم يدم عمره لأكثرمن تسع سنوات ، مع ثبات التقافة الزراعية الأصيلة فى تكوين الشخصية المحلية ، عاد الناس من جديد الى العمل الزراعى ، ليكون هو النشاط السائد والأساسى ، ولكن فى صورة مطورة .

فبعد ركوب الدواب للحقول ، صارت الدواب تجر عربات الكارو التى تحمل الفلاح وزوجته وابناءه الى حقولهم – محملة بالمحاصيل والأعلاف فى رحلة العودة .

أيضا ، لم يكتف الفلاحون ( الموظفون ) برواتبهم ، فسعوا الى النشاط الزراعى ( بعد الظهر ) ولكن على دراجة بخارية او سيارة ، خاصة وقد اصبح لكل المناطق الزراعية طرقا ممهدة .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://newvalley.yoo7.com/u71contact
 
حكايات من زمن فات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكايات من زمن فات - ريا وسكينة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع شباب الوادي الجديد انضم الى اكبر موقع تواصل اجتماعى انضم لنا بافكارك واحلامك وارائك :: منتدي شباب الوادي الجديد العام :: منتدى المواضيع العامة-
انتقل الى: