لماذا ترك الشيخ الشعراوي جماعة الاخوان المسلمين ورفض العودة اليهم
الذي لا يعرفه الكثيرون أن الشيخ الشعراوي و ابنه كانا من الإخوان المسلمين،وأن الشيخ الشعراوي هو من كتب أول منشور لجماعة الإخوان المسلمين بعد انتقالها من الاسماعيلية إلى القاهرة،وكان صديقاً شخصيا لحسن البنا وكان يلقاه يومياً، ولكنه عندما اكتشف حقيقتهم مبكراً ومنذ مؤسسها حسن البنا تركها هو وابنه إلى غير رجعة،ففي حوار الشيخ الشعراوي مع الصحافي سعيد أبو العينين في كتابه"الشعراوي الذي لا نعرف" الطبعة الرابعة لسنة 1995 سأله الصحافي:لماذا افترق الشيخ الشعراوي عن الجماعة والإخوان؟وما السبب؟
قال الشيخ الشعراوي:"في عام 1937 خرج الوفد من الحكم..وأنا كنت وفدياً..كما سبق وقلت.
وفي عام 1938 أردنا الاحتفال بذكرى سعد باشا...لكنهم منعونا.. فذهبت إلى النادي السعدي واحتفلنا هناك بهذه الذكرى.
كنت اعتبر الاحتفال بذكرى سعد باشا هو احتفال بذكرى وطنية.ووقفت في الاحتفال وألقيت قصيدة امتدحت فيها سعد باشا وكذلك النحاس باشا.
وعلم الشيخ حسن البنا بخبر القصيدة التي ألقيتها في الاحتفال فغضب...غضب لإمتداحي النحاس باشا.
وحدث بعد ذلك أن جلسنا في ليلة نتحدث..وكنا مجموعة من الإخوان ...وكان الشيخ حسن البنا حاضراً... وعند الفجر تطرق بنا الحديث إلى الزعماء السياسيين...وأيهم يجب أن نسانده ونقف معه.
ولاحظت أن الحاضرين يتحاملون على النحاس باشا... ويقولون بمهادنة صدقي باشا.
فاعترضت على ذلك وقلت:إذا كان لمن ينتسبون إلى الدين يريدون أن يهادنوا أحد الزعماء السياسيين ولا يتحاملون عليه أو يهاجموه،فليس هناك سوى النحاس باشا ...لأنه رجل طيب..تقي..وورع...ويعرف ربنا...وانني لا أرى داعياً لأن نعاديه... وهذه هي الحكمة.
ولكني فوجئت بأحد الحاضرين- لا أريد أن أذكره – يقول:إن النحاس باشا هو عدونا الحقيقي...هو اعدى أعدائنا...لأنه زعيم الأغلبية ...وهذه الأغلبية هي التي تضايقنا في شعبيتنا... أما غيره من الزعماء وبقية الأحزاب فنحن"نبصق" عليها جميعاً فتنطفئ وتنتهي!!!.
وأضاف الشيخ:كان هذا الكلام جديداً ومفاجئاّ لي...ولم أكن أتوقعه...وعرفت ليلتها "النوايا"وأن المسألة ليست مسألة دعوة...وجماعة دينية ... وإنما سياسية ... وأغلبية وأقلية... وطموح إلى الحكم.
وفي تلك الليلة اتخذت قراري... وهو الابتعاد وقلت:"سلام عليكم"...ماليش دعوة بالكلام ده.(الشعراوي الذي لا نعرف ص 68،69).
أما بخصوص ابن الشيخ الشعراوي فيقول:
ابني سامي كان في الإخوان...فأنا قلت له بعد أن شاهدت التحول الذي طرأ على هذه الجماعة... قلت له:يا بني أنت أخذت خير الإخوان... فابتعد... وحجم نفسك... لأن المسألة انتقلت إلى مراكز قوى... وإلى طموح في الحكم.
وفعلاً سمع كلامي وابتعد.(نفس المصدر ص 70).