أروع ما قيل في السعادة :
وما السعادة في الدنيا سوى شبح ........يرجى فان صار جسماً ملّه البشر
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً .........حتّى اذا جاءه يبطي ويعتكر
لم يسعد الناس الا في تشوّقهم .......... الى المنيع فان صاروا به فتروا
فالسعادة الحقيقية هي أن يلتجأ العبد الفقير إلى سيّده و مولاه, و يكون مجرّد مناداته له في الصلاة " مجدني عبدي, أثنى عليّ عبدي" خير ممّا طلعت عليه الشمس...
و والله, لولا سحاب الشهوات, و كدر الشبهات على القلوب, لاستطارت هذه القلوب شوقاً و فرحاً, و لما تلذذت بالهجيع بالليل قبل لقاء الودود الجليل..... و إنا لله و إنا إليه راجعون....
...... يا سبحان ربّي..... يتودد إلينا بالنعم..... و نتبغّض إليه بالمعاصي..... و هو الغنيّ عنّا....المتفضّل علينا..... و نحن الفقراء إليه.... لا نستغني عنه طرفة عين....
لو يعلم الملوك, و أبناء الملوك ما نحن عليه من السعادة في مناجاة ربّنا, و صحبة إخواننا, و برّ والدينا لجالدونا على هذه السعادة التي بحثوا عنها دهراً و لم يجدوها....
فكم سمعنا بثريّ, ثراءاً فاحشاً, أقدم على وضع حدّ لحياته بسبب الكآبة و التعاسة التي يكابدها...
....... و يا ليت قومي يعلمون....
قيل للسعادة: أين تسكنين؟
قالت: في قلوب الراضين.
قيل: فبم تتغذين؟
قالت: من قوة إيمانهم.
قيل:فبم تدومين؟
قالت: بحسن تدبيرهم.
قيل: فبم تستجلبين؟
قالت: أن تعلم نفس أن لا يصيبها إلا ما كتب لها.
قيل: فبم ترحلين؟؟
قالت: بالطمع بعد القناعة, و بالحرص بعد السماحة, و بالهمّ بعد السرور, و بالشك بعد اليقين.
السعادة الحقيقية
هي التي ترتفع عن المحسوسات
الى أسمى شيء في الوجود وهو الروح
السعادة التي نلمسها بأناملنا هي سعادة مزيّفة
السعادة الحقيقية هي الراحة والطمأنينة
ولا تدرك الا بالقرب من الله عز وجل ...............
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
( المتنبي )
فما السعادة في الدنيا سوى حلم .....ناء تضحّى له أيامها الامم
فمن تألّم لم ترحم مضاضته .......ومن تجلّد لم تهزأبه القمم
وان اردت قضاء العيش في دعة .....شعريّة لا يغشى صفوها ندم
فاترك الى الناس دنياهم وضجّتهم .....وما بنوا لنظام العيش أو رسموا
واجعل حياتك دوحاً مزهراًنضراً.......في عزلة الغاب ينمو ثمّ ينعدم
واجعل لياليك أحلاماًَ مغردةً ......انّ الحياة وماتدري به حلم !
من ديوان أبو القاسم الشابي .
من الله عليك جسم ومال وولد وسكن وموهبة ، وهذا منطق القرآن "" فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين "" ، إن غالب غالب علماء السلف وأكثر الجيل الأول كانوا فقراء ، لم يكن لديهم أعطيات ولا مساكن بهية ، ولا مراكب ، ولا حشم ، ومع ذلك اثروا الحياة وأسعدوا انفسهم والإنسانية ؛ لأنهم وجههوا ما اتاهم الله من خير في سبيله الصحيح ، فبورك لهم في اعمارهم ، وأوقاتهم ومواهبهم ، ويقابل هذا الصنف المبارك طائفة اعطوا من والأولاد والنعم ، فكانت سبب شقائهم وتعاستهم ، لأنهم انحرفوا عن الفطرة السوية ن والمنهج الحق
، وهذا بقرهان ساطع على أن الأشياء ليست كل شيء ، انظر من حمل شهادات عالمية ، لكنه نكرة من النكرات في عطائه وفهمه وأثره ، بينما تجد آخرين عندهم علم محدود ، وقد جعلوا منه نهرا متدفقا بالنفع والإصلاح والعمار
إن كنت تريد السعادة فارض بصورتك التي ركبك الله فيها ، وارض بوضعك الأسري ، وصوتك ، ومستوى فهمك ، ودخلك ؛ بل إن بعض المربين الزهاد يذهبون إلى ابعد من ذالك فيقولون لك : ارض بأقل مما أنت فيه وبدون ما أنت عليه وأنشدوا
سعادتك العظمى إذا كنت عاقلا........مناك دون حال تعيشها