هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف
لقبه هارون الرشيد وكان أبيض طويلاً جميلا مليحاً فصيحاً له نظر في العلم و الأدب وكان يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الإسلام وهو الخليفة العباسي الخامس وأشهر واعظم الخلفاء العباسيين والعرب وعاش فالعراق
بويع هارون بالخلافه وهو فى سن 25 بعد وفاة اخيه موسى الهادى وكانت الدوله الاسلاميه العباسيه حدودها كبيره وتحتاج لرجل حكيم كى لا تثير الفتن والحروب فيها فكان هارون ذلك الرجل
أصبحت بغداد في عصره من أعظم مدن الدنيا فريدة في حضارتها وعمارتها والعرب كانوا اسياد العالم فى التقدم فكل المجالات وشمل الرشيد بعدله القوي والضعيف والعاجز والمريض وذا الحاجة وازدهرت فترة ولايته بوجود الكثير من أئمة العلم العظام كالإمام مالك بن أنس والليث بن سعد والكسائي ومحمد بن الحسن من كبار أصحاب الإمام أبي حنيفةالنعمان...
مواقف من حياته
كان هارون يضرب به المثل فى التواضع يحكى أن أبي معاوية الضرير وهو من العلماء المحدثين قال: أكلت مع الرشيد ثم صبَّ على يدي الماء رجل لا أعرفه.. فقال الرشيد: تدري من صب عليك؟ قلت: لا... قال الرشيد.....أنا...إجلالاً للعلم...
أتبكى يأمير المؤمنين أتبكي وأنت الذي تصلى كل يوم ..مائة ركعة... وتتصدق من مالك الخاص ..بألف درهم... في كل يوم تبكي وأنت الذي عظَّمت حرمات الإسلام وبالغت في احترام العلماء والوعاظ وجاهدت في سبيل الله حق الجهاد
كان كثير البكاء على نفسه..تسيل دموعه كالسيل إذا وعظ وإذا تذكر خشية الله كان يقع على الارض مغشياً عليه ثم يفيق ثم يغمى عليه ثانياً..ولم يذكر له أحد النبي
صلَّ الله عليه وسلم إلا قال: صلَّ الله على سيدي....
وكان كثير الغزو والحج يغزو سنة ويحج سنة فإذا حج ...حجَّ معه مائة من الفقهاء وأبنائهم وإذا لم يحج قام بالإنفاق على ثلاثمائة رجل ليؤدوا فريضة الحج ورغم هذه الرقة والشفافية والزهد كان شجاعًا لا يخاف في الله لومة لائم غيورًا على
دينه صلبًا كالحديد في وجه أعداء الله
نقض ملك الروم الهدنة التي كانت بين المسلمين وبين الملكة (ذيني) ملكة الروم فكتب للرشيد كتابًا يقول فيه(أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتكـ مقام الرخ
(طائر ضخم خيالي) وأقامت نفسها مقام البيدق (الطائر الصغير) فحملت إليك من أموالها أحمالاً لضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها وإلا فالسيف بيني وبينك) ...فلما قرأ هارون الرشيد رسالته غضب غضباً شديداً وكتب إليه (من ..أمير المؤمنين.. إلى... نقفور كلب الروم.... قد قرأت كتابك والجواب ما ترى ...لا ما تسمع) وسار إليه بنفسه وبجيش كبير حتى فتح مدينة (هرقل) وانتصر عليه انتصارًا عظيمًا وأخضعه للدوله الاسلاميه..
ولنرى تخلف اوروبا وابداع العرب وتقدمهم فى كل العلوم فى عهده عندما أعطى هارون الرشيد هدية عجيبة إلى شارلمان ملك الفرنجة "وكانت الهدية عبارة عن ساعة ضخمة بارتفاع حائط الغرفة تتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد معين من الكرات المعدنيه بعضها في أثر بعض بعدد الساعات فوق قاعدة نحاسية ضخمة فيسمع لها رنين موسيقى يسمع دويه في أنحاء القصر..وفي نفس الوقت يفتح باب من الأبواب الاثني عشر المؤدية إلى داخل الساعة ويخرج منها فارس يدور حول الساعة ئم يعود إلى حيث خرج فإذا حانت الساعة الثانية عشرة يخرج من الأبواب اثنا عشر فارسا مرة واحدة ويدورون دورة كاملة ثم يعودون فيدخلون من الأبواب فتغلق خلفهم وتعد وقتئذ أعجوبة الفن وأثارت دهشة الملك وحاشيته.. ولكن رهبان القصر اعتقدوا أن في داخل الساعة شيطان يحركها......فتربصوا به ليلا واحضروا البلط وانهالوا عليها تحطيما إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا"
مات هارون الرشيد وود العلماء لو يفتدوه بأنفسهم لدرجة أن الفضيل بن عياض قال (ما من نفس تموت أشد على من موت أمير المؤمنين هارون الرشيد ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره) ..ويقال أنه لما احتضر قال.. اللهم انفعنا بالإحسان واغفر لنا الإساءة.. يا من لا يموت... ارحم من يموت...
كان رجل دين قبل ان يكون خليفه غفر الله له ولنا وجمعنا على خير فى الجنه