حاول خبير أمريكي بمركز العلاقات الخارجية التقليل مما حدث في مصر، رافضًا توصيف الأحداث التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك بأنها ثورة.
وفي معرض تبريره لهذا الموقف لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية قال ستيفن كوك حول "مستقبل مصر في مرحلة ما بعد مبارك" إنه رغم رحيل الرئيس السابق، فإن القيادة العسكرية التي تنتمي لنظامه ما زالت موجودة على رأس السلطة، كما أن التغييرات الدستورية التي تمت بالغة المحدودية، فضلا عن أن الجهاز الأمني وكذلك الحزب الوطني الحاكم ما زالا موجودين، ويتمتع الحزب بقوة كبيرة على الأقل خارج القاهرة والإسكندرية.
وعبر ستيفن عما اعتبره شكوكا بشأن إمكانية تسليم السلطة لمدنيين، حيث إن كل قادة الجيش يعتبرون جزءًا من نظام مبارك وهم يتمتعون بالإخلاص له، وذلك رغم الإجراءات التي بدأتها قيادة القوات المسلحة على مدى الفترة الأخيرة لتهيئة البلاد لمرحلة انتقالية تقوم على تسليم السلطة لهيئات مدنية.
وحسب ستيفن، فإن القوات المسلحة مرتبطة عضويا بالنظام السياسي في مصر، عبر مؤسسات متنوعة ولكن الأكثر أهمية هو مؤسسة الرئاسة، قائلا: "القائمون على القيادة العسكرية ورثة الضباط الأحرار الذين أنشأوا النظام السياسي، كما أن الجيش لديه مصالح اقتصادية عديدة جعلها النظام السياسي ممكنة".
وعن إمكانية تكيف الثقافة المصرية التي عاشت طويلا في ظل نظام ديكتاتوري مع التحول إلى الديمقراطية، أشار ستيفن إلى أن ذلك أمر طبيعي، موضحًا أن احتجاجات المصريين التي أطاحت بمبارك تكشف عن رغبة في العيش في ظل حياة ديمقراطية، مضيفًا أن مصر لديها تاريخ في هذا الصدد في النصف الأول من القرن العشرين.
يشار إلى أن الحديث حول تمسك الجيش المصري بالسلطة وطرح شكوك حول تسليم السلطة للمدنيين نغمة ترتفع في عدد من وسائل الإعلام الأمريكية. ورغم أن هذه التخوفات كانت تبدو منطقية في الأيام الأولى لتنحي مبارك إلا أنها تبدو مثيرة للتساؤلات مع الخطوات التي تم قطعها على هذا الطريق حتى الآن.[right]