تواصلت في العاصمة اليمنية صنعاء اليوم المظاهرات المطالبة بسقوط النظام، في حين أصيب عدة أشخاص خلال اشتباكات جرت بين المتظاهرين وآخرين مؤيدين للرئيس علي عبد الله صالح الذي أمر بتشكيللجنة تحقيق في المواجهات التي شهدتها عدن أمس بين الأمن ومنادين بالانفصال عن الشمال وأدت إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص.
وأكد مراسل الجزيرة أحمد الشلفي أن نحو ثلاثة آلاف شخص استمروا في التظاهر لليوم الخامس بمنطقة الرباط الواقعة وسط صنعاء على مقربة من الجامعة، وهم يهتفون بسقوط النظام ويطالبون برحيل الرئيس.
وأكد المراسل وقوع اشتباكات مع متظاهرين مؤيدين للرئيس مما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصا حيث شوهدت عربات الإسعاف تسرع بنقلهم إلى المستشفيات القريبة، في حين دوت طلقات نارية من جانب قوات الأمن التي سعت لتفريق المتظاهرين.
وأضاف الشلفي أن المتظاهرين المعارضين نجحوا في فرض سيطرتهم على المنطقة وطرد أنصار الحزب الحاكم، في حين دعا مصدر حكومي المواطنين إلى "عدم الانجرار إلى العنف" وأكد التزام الحكومة بالحوار وبحق التعبير السلمي.
ووفقا لمراسل الجزيرة فقد شهدت مدن يمنية أخرى مظاهرات تطالب بسقوط النظام حيث خرج مئات الأشخاص في مدينة البيضاء لهذا الغرض وكذلك الحال في مدينة تعز.
فك الارتباط
في الأثناء، واصل أنصار الحراك الجنوبي مظاهراتهم في كل من عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع للمطالبة بما يسمونه فك الارتباط عن دولة الوحدة، في حين أفاد مراسل الجزيرة فضل مبارك أن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والقنابل المدمعة من أجل تفريق المتظاهرين في عدن.
وكانت مدينة المنصورة في محافظة عدن قد شهدت أمس مقتل شخصين على الأقل وإصابة 6 آخرين في اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين يطالبون بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح وبالانفصال عن الشمال، كما نقلت مصادر صحفية عن شهود عيان أن المحتجين أحرقوا عدة سيارات, وحاولوا اقتحام مقر المجلس المحلي في المنصورة، كما حاصروا مركزا للشرطة.
ونقلت وكالة يونايتد برس عن مصدر مسؤول أن الرئيس اليمني أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الاشتباكات، لكن المصدر لم يقدم تفاصيل عن مهمة اللجنة أو الجهات التي ستقوم بالتحقيق.
وأكدت الوكالة أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المنصورة منذ مساء أمس، وأن المئات يواصلون قطع الطرق ويرشقون قوات الأمن بالحجارة.
في الوقت نفسه، نقلت الوكالة عن نقيب الصحفيين السابق عبد الباري طاهر انتقاده لتعامل الأمن مع المتظاهرين في عدن، وقال إنه يستخدم العنف المفرط على العكس مما يحدث في صنعاء مع المتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس.
يشار إلى أن الحراك الجنوبي الذي نشط في الأشهر الأخيرة يقود احتجاجات تنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله وبعودة دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى 1990 بعد أن توحدت مع جارتها الشمالية.