تمكن المصريون في 18 يوما من الاطاحة بحكم الرئيس المصري حسني مبارك واسقاط نظام أستمر 30 عاما ،فضلا عن النجاح في تسجيل أول ثورة شعبية في التاريخ المصري الحديث.
وفيما يلي تسلسل للأحداث التي أدت إلى تنحي مبارك ونقل السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لادارة البلاد حتى يتم اجراء انتخايات رئاسية نزيهة.
الثلاثاء 25 يناير / كانون الثاني : خرجت مظاهرات في انحاء مختلفة بالعاصمة للمطالبة بالحرية والغاء قانون الطوارئ واقالة الحكومة وحل مجلسي الشعب والشورى ، وذلك بعد دعوات انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" لتنظيم مظاهرات واحتجاجات تتزامن مع الاحتفال بأعياد الشرطة .
الاربعاء 26 يناير/كانون الثاني : في مشهد لم يسبق لها مثيل اشتبكت الشرطة مع الاف المحتجين الذين تحدوا تحذيرات وزارة الداخلية من التظاهر ، ودعوا إلى اسقاط النظام المصري استلهاما من اسقاط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 يناير / كانون الثاني بعد انتفاضة شعبية ، وقالت وزارة الداخلية ان قوات الامن القت القبض على زهاء 500 متظاهر على مدى اليومين.
الخميس 27 يناير/كانون الثاني: قامت السلطات المصرية بقطع خدمة الانترنت والاتصال عبر شبكات الهاتف المحمول منذ منتصف الليل ، خوفا من تأثير ذلك على المظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية، الى ان ذلك لم يمنع الاف المتظاهرين من الخروج لمواصلة الاحتجاج متحدين حظر التجوال ، وأطلقت الشرطة طلقات الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على الحشود.
وقال وزير الداخلية حينها حبيب العادلي إن مظاهرة ميدان التحرير لم تكن مفاجئة، مشيرا إلى أنها تمت تحت سمع وبصر وزارة الداخلية وهى التي سمحت بها وكان يمكن ألا تسمح بها.
الجمعة 28 يناير/كانون الثاني : دعا المتظاهرون لـ " جمعة غضب" في جميع انحاء الجمهورية للتنديد بنظام مبارك والدعوة لاسقاطه ، وخرج المتظاهرون من المساجد الكبرى في العاصمة بعد صلاة الجمعة فيما حاولت الشرطة قمع التظاهرات باطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي احيانا على المتظاهرين مما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 24 شهيدا بينهم 13 سقطوا في محافظة السويس التي شهدت اعنف اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في منطقة الاربعين بشارع الجيش، فضلا عن تجمع الالاف في منطقة القائد ابراهيم بمدينة الاسكندرية للمطالبة باسقاط النظام .
والمراقب للوضع في ذلك اليوم يجد ان الأمور خرجت عن سيطرة قوات الشرطة حيث ان عدد المتظاهرين كان في تزايد ورغم استخدام العنف لقمع التظاهرات الى ان ذلك لم يمنع المحتجين من مواصلة مسيرتهم الغاضبة الى ان وصلت الى ميدان التحرير وسط القاهرة لاعلان اعتصامهم حتى يسقط النظام.
وفي تمام الساعة السادسة فرض مبارك بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة والحاكم العسكري حظر التجوال في القاهرة والاسكندرية والسويس من السادسة مساء الى السابعة صباحا بالتوقيت المحلي على أن ينتشر الجيش مع قوات الشرطة لحفظ النظام والامن .
وعقب فرض حظر التجوال ونزول الجيش الى الشارع ، انسحبت الشرطة بشكل مريب وحدث فراغ امني تسبب في حرق اقسام الشرطة ونهب المحلات التجارية وفتح السجون وهروب المعتقلين.
وأصدرت الخارجية الأمريكية تحذيرا لرعاياها بعدم السفر لمصر ، وقال البيت الأبيض في أقوى رد فعل وقتها على ما يحدث ، ان الولايات المتحدة ستراجع مساعداتها إلى مصر والتي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار. وتحدث أوباما مع مبارك لمدة 30 دقيقة ، وقال أوباما انه حث مبارك على اتخاذ إصلاحات شاملة.
وبعد حالة الفوضى العارمة التي تعرضت لها القاهرة من سلب ونهب للمتلكات العامة والخاصة فضلا عن حرق مقار الحزب الوطني الحاكم واقسام الشرطة ، خرج علينا الرئيس حسني مبارك ليعلن في خطابه الأول منذ بدء الأزمة اقالة الحكومة.
السبت 29 يناير/كانون الثاني: قدمت حكومة الدكتور احمد نظيف استقالتها بناء على طلب الرئيس مبارك ، وتم تكليف وزير الطيران المدني اللواء احمد شفيق بتشكيل الحكومة، فيما تم تعيين اللواء عمر سليمان في منصب نائب رئيس الجمهورية .
وشهدت تلك الليلة ظاهرة جديدة عكست شجاعة وتكاتف الشعب المصري في الأزمات ووقت الشدة، وهي ظاهرة " اللجان الشعبية" حيث قام الشباب والرجال في مختلف احياء القاهرة والمحافظات المختلفة بحماية ممتلكاتهم الخاصة ، وتسلحوا بالعصى والشوم للوقوف امام العصابات التي انتشرت عقب الغياب الأمني وهروب السجناء .
الاحد 30 يناير/كانون الثاني: قررت السلطات المصرية إغلاق مكاتب شبكة "الجزيرة" في القاهرة وسحب بطاقات اعتماد مراسليها لاتهامها بتضخيم ما يحدث في مصر ونقل صورة غير حقيقية لما يجري.
واعلنت السلطات فرار عدة آلاف من السجناء من سجن وادي النطرون الذي يقع على طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي.فضلا عن فرار الالاف من سجن اسيوط، و5 آلاف آخرين من سجن الفيوم .
الاثنين 31 يناير/كانون الثاني: القوات المسلحة تعلن انها لن تستخدم القوة ضد المحتجين، وتقول ان حرية التعبير مكفولة لكل المواطنين الذين يستخدمون الوسائل السلمية. وأدت الحكومة الجديدة برئاسة أحمد شفيق اليمين الدستورية ، فيما اعلن سليمان ان مبارك كلفه ببدء حوار مع كل القوى السياسية بشأن اصلاحات دستورية وتشريعية.
في هذة الاثناء، استمر الاف المحتجين في التوجه الى ميدان التحرير للاعتصام حتى تنحي مبارك واسقاط النظام.
الثلاثاء 1 فبراير /شباط: اعلن الرئيس مبارك في ثاني خطاب له منذ الاحتجاجات انه لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسة المقررة في سبتمبر /ايلول عندما تنتهي فترة رئاسته ، وتعهد بإجراء عدد من الإصلاحات والتعديلات الدستورية تخفف من شروط الترشح للرئاسة ، مع تعهده بالاستجابة لأحكام القضاء فيما يتعلق بمدى صحة عضوية أعضاء البرلمان الجديد . وجاء خطاب مبارك مؤثرا مشيرا فيه إلى انجازاته وتاريخه في خدمة الوطن واشارته إلى انه سيتوفى على أرض مصر.
الاربعاء 2 فبراير/شباط : انطلقت مظاهرات مؤيدة لمبارك وداعمة للاستقرار من امام مسجد مصطفى محمود وتوجهت إلى ميدان التحرير مما أدى إلى حدوث صدامات واندلاع اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين، حيث قام أفراد من نزلة السمان من منطقة الهرم يمتطون جمال وخيول بشق صفوف المعتصمين مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات فضلا عن ازدياد حالة الاحتقان عقب وعود حكومة شفيق وسليمان بتحقيق المطالب وبدء الحوار.
وخرج البيت الأبيض ليدين العنف في مصر، وقال ان الولايات المتحدة قلقة بشأن الهجوم على متظاهرين سلميين. ودعا المسئولون الأمريكيون الى انتقال فوري للسلطة قبل انتخابات الرئاسة المصرية المقررة في سبتمبر المقبل.
وشهد يوم الاربعاء عودة خدمة الانترنت في القاهرة بعد انقطاع دام خمسة ايام .
الخميس 3 فبراير/ شباط: بدأ عمر سليمان نائب الرئيس المصري مشاوراته مع الاحزاب والقوى السياسية المعارضة في محاولة لانهاء الاحتجاجات التي استمرت 10 ايام ، والتقي سليمان والفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء بمقر مجلس الوزراء مع مجموعة من ممثلى ورؤساء الأحزاب المصرية، التى اتفقت على المشاركة فى الحوار الوطنى، فضلا عن عدد من الشباب الذين يمثلون المتظاهرين فى ميدان التحرير.
الجمعة 4 فبراير/شباط : تجمع آلاف المصريين في ميدان التحرير للضغط مرة أخرى لإنهاء حكم مبارك الممتد منذ 30 عاما في ما وصفوه "بجمعة الرحيل".
السبت 5 فبراير/شباط : استقال جمال مبارك نجل الرئيس من الهيئة العليا للحزب الوطني الحاكم ، كما استقال صفوت الشريف الأمين العام للحزب ليتولى حسام بدراوي أمانة الحزب خلفا لصفوت الشريف، كما تسلم منصب أمين السياسات، خلفا لجمال مبارك، الذي كان البعض يرى أن تسلمه لهذا المنصب هو مقدمه لوصوله إلى الرئاسة المصرية خلفا لوالده في المستقبل.
الاحد 6 فبراير/شباط: أجرت جماعات المعارضة وبينها جماعة الاخوان المسلمين حوارا مع عمر سليمان نائب الرئيس. واتفق الجانبان على صياغة خريطة طريق للمحادثات وعلى تشكيل لجنة لدراسة التعديلات الدستورية ،وأقام الاف في ميدان التحرير صلاة الغائب على روح "الشهداء" الذين قتلوا في الاحداث ، كما أقام المسيحيين قداس على أرواح الشهداء.
الاثنين 7 فبراير/شباط : قررت الحكومة الجديدة زيادة رواتب الموظفين والمعاشات بنسبة 15 % بداية من الاول من ابريل وأكدت على تعهدها بتوفير فرص عمل للشباب ، فيما افرجت السلطات المصرية عن وائل غنيم مدير التسويق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنتجات جوجل والذي أطلق جروب " كلنا خالد سعيد" الذي بدأ شرارة الدعوات إلى مظاهرات ،وفور خروج وائل من محبسه اتجه الى موقع ميدان التحرير للانضمام الى المتظاهرين هناك واجرى عدد من اللقاءات التليفزيونية .
الثلاثاء 8 فبراير/شباط :أحتشد مئات آلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير مطالبين مبارك بالتنحي في اضخم احتجاجات من نوعها منذ بداية الانتفاضة.
ومن جانبه ، أصدر الرئيس حسنى مبارك قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة لدراسة واقتراح تعديل بعض الأحكام الدستورية والتشريعية برئاسة المستشار سرى صيام رئيس محكمة النقض، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، وعضوية 10 من كبار رجال القضاء والقانون ، فيما اعلن سليمان عن خطة وجدول زمني لانتقال سلمي للسلطة ، مؤكدا ان الحكومة لن تلاحق المحتجين الذين يطالبون الان بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك.
الاربعاء 9 فبراير/شباط : تصاعدت التظاهرات ضد مبارك في ميدان التحرير مع بدء اللجنة الدستورية أول اجتماعاتها لتعديل بعض مواد الدستور، وذلك بدار القضاء العالى داخل مكتب رئيس محكمة النقض المستشار سرى صيام.
الخميس 10 فبراير/شباط : القي الرئيس المصري ثالث بيان له منذ بدء الأزمة فوض فيه نائبه عمر سليمان في ممارسة صلاحياته وفقا للدستور ، دون ان يعلن تنحيه ما اثار غضب المتظاهرين المصريين ، ورفض مبارك الاملاءات الأجنبية والتدخل في شئون مصر، واعتبر هذا الخطاب هو الأسواء لانه احبط الجماهير عقب تسريبات تحدثت عن نية مبارك تنحيه .
الجمعة 11 فبراير/شباط : استعد ملايين المصريين إلى جمعة "الزحف" او "التحدي" مطالبين مبارك بالتنحي رافضين قرار تفويض السلطة للنائب عمر سليمان واحتشد المتظاهرون في احتجاجات سلمية امام التليفزيون وفي ميدان التحرير وميادين الاسكندرية ومعظم الميادين في المحافظات المختلفة ، وفي الساعة السادسة تقريبا القى النائب عمر سليمان بيانا اعلن فيه تخلي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لادارة شئون البلاد لتنطلق جماهير الشعب المصري للاحتفال بانتهاء حكم 30 عاما وانتقال البلاد إلى حقبة تاريخية جديدة عقب نجاحها في جعل مبارك أول رئيس مصري يطلق عليه اسم "سابق".[right]