فور أن أعلن الرئيس مبارك – على لسان نائبه اللواء عمر سليمان – تخليه عن رئاسة الجمهورية مساء يوم الجمعة، وإسناد مهمة إدارة شؤون البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، توالت ردود الأفعال المرحبة بهذا الأمر داخل وخارج مصر.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة تليفزيونية، بشأن تخلي الرئيس مبارك، عن الحكم، أن بلاده مستعدة لتقديم كافة المساعدات الممكنة لمصر كصديق وحليف خلال المرحلة الانتقالية، محياً الشباب المصري الذي قال إنه معجباً بشكل شخصي بالشباب المصري الذي ذكره بغاندي ومارتن لوثر كينج، وأن التظاهرات السلمية يمكنها تحقيق الديمقراطية والحرية.
ورحبت الأمم المتحدة برحيل مبارك، وقال أمينها العام إن مبارك استجاب لمطالب الشعب المصري ''مبارك رحل بعد أن سمع صوت الشعب المصري''.
وقال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إنه ''ينبغي الانتقال الى حكومة مدنية وديموقراطية'' في مصر، بعد الإعلان عن استقالة الرئيس المصري حسني مبارك.
من جانبه، وصف الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي قرار الرئيس حسني مبارك بالتخلي عن الحكم بـ ''الشجاع والضروري''، أملاً ان تنظم السلطات المصرية الجديدة انتخابات ''حرة وشفافة'' تعمل على إنشاء مؤسسات ديموقراطية.
وفي ألمانيا، دعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الحكومة الجديدة في مصر إلى الالتزام ''أمن اسرائيل'' ومعاهدة كامب ديفيد، وقالت في أمام حشد من الصحفيين أما مقر المستشارية الألمانية، ''نتوقع من الحكومة المصرية المقبلة ان تواصل عملية السلام في الشرق الاوسط عبر التزام معاهدة السلام الموقعة مع اسرائيل وضمان أمنها''.
ورحبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بتخلي الرئيس حسني مبارك عن الحكم، وقالت آشتون إن مبارك سمع أصوات الشعب، إن تخليه عن السلطة يفتح الباب أمام إصلاحات واسعة وعميقة''.
وفي إسرائيل، نقلت ''وكالة الصحافة الفرنسية''، عن مسؤول في حكومة نتنياهو – لم تسمه – قوله بإن بلاده تأمل بأن تكون المرحلة الانتقالية التي بدأت بعد تخلي مبارك عن الحكم هادئة، ''نامل ان تتم العملية الانتقالية نحو الديموقراطية بهدوء من اجل مصر وجميع جيرانها ايضا''، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل.
ورأت حركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، أن تخلي الرئيس مبارك عن الحكم، بداية ''انتصار'' الثورة المصرية، مؤكدة على وقوفها إلى جانب ثورة المصريين، ودعت المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتولى تسيير الأمور في البلاد بعد رحيل مبارك برفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وعبر وزير الخارجية التركي أحمد داود اغلو – في رسالة نصية على تويتر – إن تركيا تأمل أن يودي رحيل مبارك إلى تشكيل حكومة انتقالية جديدة تستجيب لتطلعات الشعب المصري.
وهنأ حزب الله اللبناني الشعب المصري بما وصفه بـ ''النصر التاريخي''، الذي حققوه عقب تخلي مبارك عن الحكم، ونزل اللبنانيون الشوارع وعلت أصوات السيارات وشوهدت الألعاب النارية في سماء العاصمة اللبنانية بيروت.
من جانبها أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، عن دعمها الكامل لمصر وثقتها المطلقة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى تسيير أمور البلاد في الفترة المقبلة، بعد تخلي مبارك عن الحكم.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ''بناء سليم لمصر قائم على توافق وطني''، محياً الشعب المصري وجيشه على الدور الذي قاموا به في تحقيق ''التغيير الحقيقي''، بتخلي مبارك عن الحكم بعد 30 سنة من توليه منصبه.
وقال الدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية أنه في هذه اللحظة ''بدأنا نضع اقدامنا على الطريق الصحيح، لتحقيق دولة ديمقراطية تلحق بوكب الحضارة، وأن على الجميع العمل على أن تنتقل مصر إلى مرحلة انتقالية تُجرى خلالها انتخابات رئاسة وبرلمانية حرة نزيهة، وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، بما يعبر عن إرادة الشعب.
وأكدت جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة إبان عهد الرئيس مبارك، أن ثورة الشعب المصري حققت مطلبها الرئيسي برحيل النظام وعلى رأسه الرئيس مبارك، وقال الدكتور عصام العريان إن ''الشعب المصري وجيشه ''الذي اوفى بعهده''.