حالة من التوتر السياسى والقلق العصبى تجتاح عددا من قادة وزعماء الدول الافريقية ، وهم يراقبون عن كثب تطورات الاوضاع فى مصر قائدة الريادة العربية والافريقية ،
فما حدث فى مصر كما كان محركا لتحركات الشعب فى اليمن وبداية لمسيرة اصلاحية اعلنها الرئيس عبد الله صالح ، باتت ايضا كنذر كبيرة لتغيير الاوضاع فى السودان ، زيمابوى ، موزامبيق ، مدغشقر ، كما ان الكاميرون ، اوغندا ايضا باتت تحت الضغوط الشعبية والسياسية ، حيث بدأ قادة المعارضة بكل هذه الدول يرفعون اصواتهم بلا خوف للمطالبة بالتغيير .
الفقر المدقع ، الفساد، يعد أرضا خصبة لإمكانية نشوب الاحتجاجات الحاشدة فى هذه الدول الافريقية كما كانت هذه المعطيات السبب فى تفجر انتفاضة الشباب ، لأن مصر تعد بمثابة الجامعة الكاثوليكية لدول شرق افريقيا ، واى رياح تهب فى مصر تؤثر على الدول الافريقية خاصة بلا خلاف .
ففى زيمبابوى ، وعلى مدى 30 عاما ، يتم تقييد ارادة الشعب عبر قيادة استبدادية، فالرئيس روبرت موجابى البالغ من العمر 86 عاما ، يستعد لإعادة انتخابه مرة اخرى ، ويحذر منافسة مورجان تسافنجيراى من اندلاع غضبة الشعب ، ويحذر ان الاستياء الشعبى لا يجب الاستهانة به اكثر من ذلك ، وان ما حدث فى تونس ومصر يمكن ان يحدث فى زيمابوى .
وفي السودان ، تتزايد الحشود المعارضة ضد الرئيس عمر البشير الذى اعيد انتخابه العام الماضى فى انتخابات لا تزال نتائجها مثيرة للجدل ، ويحاول البشير التغلب على خوفه القادم من جارته مصر ، بقوله ان المصريين تغلبوا على خوفهم ،وان السودانيين لديهم وعى ذاتى حتى لا ينساقوا وراء الاحداث .
وهناك ايضا عملية انتخاب رئيس رئيس غينيا، والتوترات بساحل العاج التى يرفض رئيسها لوران جباجبوا مغادرة السلطة والاعتراف بهزيمته امام منافسة فى الانتخابات الاخيرة .
فى المجمل فإن معظم الدول الافريقية التى تناضل منذ 50 عاما من اجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، بعد ان ناضلت عقودا سبقتها من اجل الاستقلال والتحرر ومن الاستعمار، بدأت الان تتنسم رياح التغيير القادمة من مصر، وتحاول السير فى اتجاهها لينولها جانب من التغيير المأمول .
وقد استشعر قادة افريقيا باشتداد الرياح المطالبة بالتغيير للافضل ، حيث كشف قادة الاتحاد الافريقى فى مطلع الاسبوع الماضى عن ذلك ، كما قالها امين عام الامم المتحدة ، بأن يشعر برياح التغيير تعبر الى افريقيا وان الناس ستحدد اخيرا مصائرها.
من المؤكد ان الايام القادمة ستثبت ان مصر كان لها الفضل ايضا فى تغيير الاوضاع السياسية فى دول افريقيا النازحة تحت الفقر والفساد ، المهم ان يصمد الشعب كما صمد شباب مصر فى ميدان التحرير .