تظاهر الثلاثاء نحو خمسة آلاف طالب جزائري في مدينة تيزي وزو الواقعة على بعد مائة كيلومتر شرق الجزائر العاصمة، وحملوا لافتات ضد النظام الجزائري وتطالب بالانفتاح الديمقراطي والسياسي والإعلامي والنقابي.
ودعت إلى المسيرة التنسيقيةُ المحلية لطلاب جامعة مولود معمري.
وتعتبر تيزي وزو أحد معاقل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية، وهما حزبان علمانيان يستندان إلى قاعدة شعبية أمازيغية أساسا.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب برحيل جبهة التحرير الوطني –العضو في التحالف الرئاسي الحاكم وحزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة- وبإعلان الأمازيغية لغة رسمية.
وتأتي المسيرة بعد ثلاثة أيام فقط من مسيرة مماثلة في مدينة بجاية المجاورة، رفعت شعاراتٍ تدعو إلى تغيير جذري للنظام للدخول إلى ديمقراطية في إطار السلم.
ومنعت الحكومة الجزائرية قبل أسبوعين بالقوة مسيرة دعا إليها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في الجزائر العاصمة، وانتهت بـ19 جريحا بين المتظاهرين والشرطة.
وأعلن معارضون الجمعة الماضية مسيرة جديدة في الثاني عشر من الشهر الحالي، بين مطالبها رفع حالة الطوارئ وانفتاح كامل على الديمقراطية.
لسنا كتونس ومصر
لكن أحد أهم حلفاء بوتفليقة وهو عبد العزيز بلخادم ممثله الشخصي ورئيس حزب جبهة الوطني، استبعد أن تجتاح الجزائر موجةُ احتجاجات كالتي عرفتها تونس المجاورة أو مصر.
ودعت السبت الماضي لويزة حنون رئيسة حزب العمال اليساري بوتفليقة إلى إصلاحات جريئة تواكب التغيرات الحاصلة في المنطقة العربية.
وعرفت الجزائر الشهر الماضي مظاهرات في عدة مدن احتجاجا على ارتفاع الأسعار والفساد، قتل فيها شخصان وجرح المئات.
وقال بلخادم -في لقاء مع رويترز السبت الماضي- إن المحتجين في الجزائر يريدون ظروفا اجتماعية واقتصادية أفضل، وليست لهم مطالب سياسية.
وحسب بلخادم، تتسامح الجزائر مع المعارضة أكثر من دول عربية كثيرة، وهي تشهد اعتقالات وأعمال شغب يوميا.
واعتبر أن من الظلم القول إنها بلد غني بشعب فقير، لأن عائدات النفط والغاز توزع -حسب ما قاله- على السكان، ويحدث ذلك جزئيا بفضل 286 مليار دولار تنفق خلال خمس سنوات على البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والإسكان.
وذكّر بأن الصحة والتعليم مجانيان، وتحدث عن 550 ألف وظيفة وفرتها السلطات العام الماضي، وإن أقر بأن عليها فعل المزيد.
وحسب بلخادم فإن الجزائر تعرف مفارقة تتمثل في وجود بطالة على الرغم من توفر مناصب عمل شاغرة، تكمنُ المشكلة في إيجاد من يشغلها من الجزائريين.
وضرب مثلا بتخصصات -مثل الكهرباء والبناء والنجارة- جلبت السلطات عشرات آلاف الصينيين والأتراك والمصريين للعمل فيها.