[right] نخيـل البلـح
بسم الله الرحمن الرحيم
" وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون » الرعد «
" صدق الله العظيم "
" ،ألم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أُكلها كل حين بإذن ربها " » إبراهيم «
" صدق الله العظيم "
" فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام " » الرحمن «
" فى ها فاكهة ونخل ورمان » الرحمن «
" صدق الله العظيم "
أشارت الآيات القرآنية الكريمة إلى ما للنخل من منزلة عالية بين بقية الأشجار التى ورد ذكرها أكثر من مرة فى الآيات القرآنية الكريمة .
يلائم المناخ الصحراوى الجاف أشجار النخيل وهى الشجرة التى كُرمت فى الكتب السماوية والأحاديث النبوية فهى شجرة مباركة وقد عمل الإنسان على زراعتها منذ أقدم العصور وهى الغذاء الأساسى لقاطنى الصحراء ( غذاء البدو فى الصحراء هو التمر واللبن ) وهى فاكهة الغنى وغذاء الفقير لذا يجب علينا الاهتمام بخدمتها والمحافظة عليها وإجراء العديد من البحوث والدراسات لتعيش المستقبل كما عاشت الماضى وهى شديدة الشبه بالإنسان فهى ذات جذع منتصب وإذا قطع رأسها ماتت وإذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت ( الجمارة ) ، أيضاً منها الذكر والأنثى .
الأهمية الإقتصادية للنخيل فى مصر
تنتشر زراعة نخيل البلح فى معظم محافظات الجمهورية ( حوالى 14 مليون نخلة ) تمثل المساحة المنزرعة بالنخيل حالياً 73.653 ألف فدان أى حوالى 6.32٪ من إجمالى المساحة الكلية المنزرعة بالفاكهة
ويمثل الإنتاج السنوى للتمور 1.113.270 مليون طن من التمور ( 2002 F.A.O. ) حيث تمثل حالياً ما يقرب من 13.91٪ من جملة إنتاج ثمار الفاكهة فى مصر تنتج من حوالى 10.378.355 مليون نخلة مثمرة .
تعزى هذه الزيادة إلى التوسع فى المساحات المنزرعة بأشجار النخيل فى محافظات مطروح والوادى الجديد وشمال سيناء وجنوب سيناء والبحر الأحمر والنوبارية وتوشكى والعوينات والأراضى المستصلحة الحديثة .
ونظراً لاختلاف الظروف المناخية وتباينها فى مصر فقد انتشرت الأصناف الرطبة والنصف جافة فى مناطق الدلتا ومصر الوسطى بينما تنفرد منطقة مصر العليا وخاصة أسوان بوجود الأصناف الجافة .
ويحتاج النخيل إلى درجات حرارة مرتفعة نسبياً ورطوبة نسبية منخفضة خلال أشهر الصيف لإنتاج ثمار ذات صفات جيدة ومحصول عالى يلزم توفر احتياجات حرارية محددة تختلف باختلاف الأصناف . والتى يمكن تقسيمها إلى المجاميع التالية .
* مجموعة الأصناف الطرية ( الرطبة ) :
وهى تؤكل طازجة فى طور الخلال أو الرطب واحتياجاتها الحرارية أقل من الأصناف الجافة ونصف الجافة أى حوالى 2100 - 2000 وحدة حرارية فهرنهيت وتبلغ نسبة الرطوبة فى ثمار هذه المجموعة أكثر من 30٪ وأهم أصنافها الزغلول والسمانى وينتشر بمناطق إدكو ورشيد بالوجه البحرى ، بنت عيشة والحيانى ويكثر بمحافظة الأسكندرية ودمياط والمرج بالقليوبية ، وصنف الأمهات وأهم مناطق انتشاره محافظة الجيزة والفيوم ويؤكل فى طور الرطب .
*مجموعة الأصناف النصف جافة ( شبه الجافة ) :
تتجاوز ثمارها مرحلة الإرطاب إلى مرحلة الجفاف النسبى ولكن لاتتصلب وتظل محتفظة بصفات جودتها وصلاحيتها للاستهلاك مدة طويلة كما أن احتياجاتها الحرارية حوالى 2700 - 2500 وحدة حرارية فهرنهيت وتبلغ نسبة الرطوبة فى هذه الثمار مابين 30 - 20٪ ومن أهم أصنافها السيوى ( الصعيدى ) وأهم مناطق انتشاره محافظة الجيزة والواحات ، وصنفى العمرى والعجلانى وتشتهر بهما محافظة الشرقية .
* مجموعة الأصناف الجافة :
وهى الأصناف التى يحدث جفاف لثمارها عند النضج حيث تقل نسبة الرطوبة بها عن 20٪ ويمكن تخزينها لفترات طويلة وهى تستهلك كثمرة جافة حلوة المذاق احتياجاتها الحرارية حوالى 4200 - 3800 وحدة فهرنهيت . ومن أهم أصنافها الملكابى والسكوتى والبرتمودا والجنديلة والدجنة والجرجودة والشامية والبركاوى وأهم مناطق إنتاجها محافظة أسوان .
ويتوقف نجاح زراعة النخيل على التوفيق فى اختيار الأصناف الجيدة الملائمة ، وعوامل المناخ ذات أهمية رئيسية فى ملائمة الصنف للمنطقة وذلك لأن بعض الأصناف تحتاج لحرارة أعلى لاستكمال نضجها عن الأصناف الأخرى لذلك يجب قبل التفكير قبل زراعة أصناف النخيل فى أى منطقة دراسة درجات الحرارة والرطوبة فى هذه المنطقة من واقع بيانات الأرصاد الجوية لتحديد مدى نجاح أى صنف من النخيل بها .
التربـة المناسبة لزراعة النخيل :
تنجح زراعة نخيل البلح فى أنواع مختلفة من الأراضى بدرجة تفوق الكثير من أشجار الفواكه الأخرى ويعتبر عمق التربة وانخفاض مستوى الماء الأرضى من أهم العوامل اللازمة فى مزارع النخيل فتجود زراعة وإنتاج نخيل البلح فى الأراضى العميقة حتى ولو كانت فقيرة عن زراعته فى أراضى خصبة ولكن غير عميقة ( ضحلة ) .
مدى تحمل أشجار النخيل لملوحة التربة :
تتحمل أشجار النخيل ملوحة التربة بدرجة تفوق الكثير من أشجار الفواكه الأخرى ولو أن إنتاجيتها تقل مع زيادة ملوحة منطقة انتشار الجذور ولاينصح بزراعة النخيل فى الأراضى التى تتعدى نسبة ملوحتها 7000 جزء فى المليون فى منطقة انتشار المجموع الجذرى إلا أن نسبة الملوحة فى الطبقة السطحية قد تزيد عن ذلك ولكن العبرة فى المنطقة التى تنمو بها الجذور .
ولكن للحصول على إنتاجية عالية من زراعة النخيل يمكن أن نشير إلى حدود التربة المناسبة لزراعتها كما هو موضح بالجدول الآتى :
نوع التربة
الملوحة الكلية
كربونات الكالسيوم
عمق الماء الأرضى
حالة الصرف
الأراضى الطينية الخفيفة التى بها نسبة الطين تتراوح مابين 25 – 45 %
1500 – 6000 جزء فى المليون
15 – 20 %
أكثر من 3 متر
جيدة
وكما سبق ذكره يمكن زراعة النخيل فى معظم الأراضى المصرية والحصول على إنتاجية عالية منها عند تطبيق حدود التربة المناسبة .
والجدول التالى يشير إلى قوام بعض أنواع الأراضى التى تنجح بها زراعة أشجار النخيل وكيفية علاجها لتحسين خواص التربة للحصول على إنتاجية عالية منها .
نوع التربة
قوامها
علاجها
1) الأراضى الطينية أو السوداء
ذات محتوى عالى من الطين 50 – 60 % وهذا يجعلها بطيئة النفاذية رديئة التهوية .
إرتفاع مستوى الماء الأرضى وقربه من سطح التربة مما يؤدى إلى تكوين أراضى ملحية أو قلوية .
وجود طبقات صماء متكونة يعيق نمو الجذور ونفاذية الماء تؤدى إلى ظهور مستوى مرتفع من الماء الأرضى فوقها .
تتطلب إضافة رمل ناعم خالى من الملوحة أو سماد بلدى قديم متحلل يعملان على تخفيف شدة التماسك وتحسين تهويتها ونفاذيتها للماء .
إنشاء شبكة مصارف مغطاة أو مكشوفة لخفض مستوى الماء الأرضى إلى الحد المطلوب لتحسين التهوية والنفاذية .
يمكن كسرها بمحراث تحت التربة
أ) الأراضى الملحية
يمكن التعرف عليها بوجود أملاح بيضاء متزهرة على السطح وتقزم النباتات والأوراق يكون لونها أخضر
يمكن عمل غسيل لهذه التربة إما سطحى إذا كانت الطبقات العليا هى المسئولة عن ملوحة التربة أو غسيل جوفى إذا كانت الطبقات السفلى هى التى بها ملوحة عالية .
الأراضى القلوية
يمكن التعرف عليها ظاهرياً بوجود أملاح سوداء متزهرة من أملاح هيبومات الصوديوم .
تحديد كمية الجبس الزراعى اللازم لخفض درجة حموضة التربة ( الـ PH ) والجبس يفيد فى إحلال الكالسيوم محل الصوديوم فيحسن البناء والنفاذية والتهوية الضرورية للأشجار المزروعة .
1) الأراضى الصفراء الرسوبية : وهى أنسب أنواع الأراضى لزراعة أشجار النخيل بشرط خلوها من الملوحة العالية وانخفاض مستوى الماء الأرضى بالتربة .
3) الأراضى الجديدة :
الأراضى الرملية
تتميز بالقوام الرملى الناعم والخشن جيدة التهوية والنفاذية .
يشترط عدم إرتفاع ملوحتها وإضافة السماد البلدى المتحلل لتعويض نقص العناصر وتحسين بناء التربة كذلك إضافة الطمى الخالى من الأملاح يساعدان على النمو الحيد لأشجار النخيل فى مثل هذه الأراضى
الأراضى الجيرية
يشترط عدم ارتفاع الكالسيوم بها عن 25% حيث زيادتها تؤدى إلى تعجن التربة عند زيادة ماء الرى أو شدة تماسكها وضغطها على الجذور وتمزقها عند الجفاف وهذا يجعل إنتاجية النخلة ضعيفة
إضافة السماد البلدى القديم المتحلل الذى يحسن بناء التربة ونفاذيتها والتهوية الجيدة علاوة على خفض درجة حموضة التربة (PH ) مما يسهل امتصاص العناصر الغذائية بالنبات .
الأراضى الطفلية
تتميز بنعومتها الشديدة وتعجنها بالرى والجفاف الشديد عند عدم توفر ماء الرى وهذا يسبب رداءة التهوية الضرورية لنمو وانتشار الجذور .
هذا يتطلب إضافة رمل ناعم أو سماد بلدى قديم متحلل حيث يعملان على تحسين بناء التربة ونفاذيتها للماء .
مـاء الــرى :
يعتبر ماء الرى هو أحد العوامل الهامة للتوسع فى زراعة أشجار النخيل حيث يتوقف نجاح زراعته إلي حد كبير على توفر احتياجاته المائية بالرغم من مدى تحمله للعطش والجفاف مقارنة بأشجار الفاكهة الأخرى .
نوعية ماء الرى للنخيل :
يتحمل نخيل البلح ارتفاع ملوحة ماء الرى إلا أن تركيز الأملاح يقلل من النمو الخضرى وبالتالى المحصول ، فوجد أن النخيل ينتج محصول كامل إذا كانت نسبة الأملاح فى ماء الرى أقل من 2000 جزء فى المليون ، وينخفض المحصول بمعدل 50٪ إذا وصل التركيز إلى 8000 جزء فى المليون ، معنى ذلك أن النخيل يتحمل زيادة الملوحة فى ماء الرى ولكن ذلك يكون على حساب المحصول وعموماً فإن موضوع رى نخيل البلح بوجه خاص يلزمه دراسات عملية مكثفة فى المناطق المختلفة لزراعة النخيل فى مصر فالاحتياجات المائية تختلف باختلاف الأصناف ونوع التربة والظروف الجوية السائدة خاصة أثناء موسم النمو ، كذلك يجب أن توضع المياه فى الاعتبار وطريقة الرى وبعد هذه الدراسة يمكن وضع جداول للرى فى كل منطقة للاسترشاد بها بعد ذلك .
احتياجات الــرى السنوية :
تختلف تقديرات الاحتياجات المائية السنوية لنخيل البلح باختلاف الأصناف وعمر الأشجار وباختلاف نوع التربة والظروف الجوية السائدة خاصة أثناء موسم النمو ، وتتراوح الاحتياجات المائية السنوية لرى فدان منزرع بأشجار النخيل فى تونس حوالى 6600 م3 ماء والعراق 8500 م3 ، بينما وصل الاستهلاك السنوى لرى فدان النخيل بأسوان 5500 م3 .
تتراوح كميات المياه المضافة لرى شجرة النخيل فى حالة الأراضى القديمة والتى تروى بالغمر بين 300 - 72 م3 للنخلة فى السنة ، بينما فى طريقة الرى بالتنقيط تتراوح كمية المياه اللازمة لرى شجرة النخيل بين 36 - 22 م3 للنخلة فى السنة حيث أصبح هذا النظام هو المستخدم فى المناطق الجديدة فى مصر نظراً لمميزاته فى توفير كمية كبيرة من مياه الرى المستخدمة مقارنة بطريقة الغمر وكذلك الترشيد فى كمية الأسمدة المستخدمة مع مياه الرى .
· نموذج استرشادى لاحتياجات النخلة المثمرة من الرى باللتر يومياً
المعدل لتر/نخلة/يوم
الشهر
مارس
إبريل
مايو
يونيو
يوليو
أغسطس
سبتمبر
أكتوبر
نوفمبر
ديسمبر
يناير
فبراير
التنقيط
4 نقاط * 8 لتر ساعة
64
64
32
96
96
96
64
64
32
64
32
32
الرى الفقاعى 2 نقاط * 25 لتر ساعة
100
100
50
150
150
150
100
100
100
100
50
50
تكاثـر النخيـل ورعايته :
من الممكن إكثار نخيل البلح بأى من الطريقتين الجنسية أو اللاجنسية ( الخضرية ) كما يلى : أولاً: التكاثر الجنسى :
حيث تنتج الفسائل الجديدة من نمو الأجنة الجنسية الموجودة بالبذور) النوى (وهذه الطريقة كانت سائدة من فترة قصيرة فى كثير من مناطق زراعة التمر وإن كان قد قل استخدامها حيث مازالت تستخدم على نطاق ضيق فى بعض المناطق المنعزلة أو على نطاق بحثى ولاينكر أن النخيل النامى من زراعة البذرة موجود فى كثير من المناطق المشهورة بزراعة النخيل كما أن غالبية الذكور ( الفحول ) المنتشرة والمستخدمة فى التلقيح ناتجة من زراعة البذور .
عيوب الإكثار بالنوى :
1- الثمار الناتجةمن النخيل البذرى أقل جودة فى صفات الثمار والمحصول عنها فى ثمار الأصناف المعروفة
والتي أكثرت خضرياً ( بالفسائل ) ويقدر نسبة النخيل البذرى الذى يعطى ثماراً تفوق جودة ثمار الأمهات
بما لايتجاوز 0.1٪ من النخيل الناتج .
2- نخيل البلح من النباتات وحيدة الجنس لذلك من المتوقع الحصول على نخيل نصفها مؤنث والنصف الآخر مذكر ( فحول ) ويصعب التفريق بين الذكور والإناث فى المراحل المبكرة من نموها وهذا يستوجب خدمة
جميع النباتات الناتجة وحتى يمكن التفرقة بين الأجناس بعد الوصول لمرحلة التزهير .
3- غالباً تتأخر الأشجار البذرية فى وصولها إلى مرحلة الإزهار والإثمار مقارنة بالنخيل المتكاثر بواسطة
الفسائل كما أن ثمار الأصناف البذرية تباع بأسعار منخفضة جداً مقارنة بأسعار ثمار الأصناف المعروفة
وبالرغم من عيوب الإكثار فإنها الطريقة الوحيدة لانتخاب الأصناف الجديدة والتى تتميز بصفات يرغبها
المربى سواء كمية محصولها وخصائص ثمارها أو لمقاومتها لأمراض معينة مثل مرض البيوض أو زيادة
تحمل ملوحة ماء التربة أو الرى . . . إلخ .
ثانياً : التكاثر الخضرى :
الإكثار بالفسائل:
إلى عهد قريب وقبل التقدم فى تقنية زراعة الخلايا والأنسجة النباتية كانت الفسائل هى الطريقة الوحيدة لإكثار النخيل خضرياً وتنتج الفسائل من المرستيمات الموجودة فى إبط الأوراق القريبة من سطح التربة وهى بذلك تكون جزء من الأم وجميع أصناف النخيل سواء كانت إناثاً أم ذكوراً تنتج فسائل فى السنوات الأولى من عمر النخلة وتدعى المنطقة التى تربط بين الفسائل الصغيرة وبين قواعد النخيل
( بالسلعة أو الفطامة وعن طريق هذه السلعة تمد النخلة فسائلها بالغذاء حتى تنمو جذورها ويمكنها الاعتماد على نفسها عند الفصل ، ومن هذه السلعة دون غيرها يجرى فصل الفسائل من أمهاتها .
كيفية الحصول على فسائل جيدة :
من المرغوب الحصول على فسائل متجانسة وجيدة ويمكن تحقيق هذا الهدف بالآتى :
1- تربية عدد محدود من الفسائل حول الأم ( 5 - 6 فسائل ) موزعة بانتظام حول جذوع النخلة .
2-العناية بخدمة وتربية الفسائل فى قواعد أمهاتها والمحافظة على سعفها إلى حين وقت فصلها من حول الأم .
3- يقتصر التقليم خلال مرحلة تربية الفسائل على إزالة الأوراق الصفراء والجافة من الفسائل المختارة .
4- يمكن تشجيع النخلة على إنتاج فسائل من قاعدتها بتكويم التربة حول الجذع وحتى ارتفاع نصف المتر مع تربيطها بالماء لتشجيع نمو المرستيمات الإبطية وتكوين الجذور .
فصـل الفسائـل :
تختلف الطرق المتبعة فى فصل الفسائل حسب المناطق ويمكن تلخيص أهم طرق الفصل فيما يلى :
الفصل الكامل:
قبل ميعاد الفصل بشهرين ينظف حول الفسيلة حيث تزال الفسائل الصغيرة ثم يكوم حولها التراب ليساعدها على تكوين مجموع جذرى قوى ثم يتبع الخطوات التالية عند الفصل :
1- يقلم جريد الفسيلة بحيث لايبقى منه سوى صفين حول القلب لحماية البرعم الطرفى ( الجمارة ) ويقرط الجريد المتبقى إلى حوالى نصف طوله ثم يربط ربطاً هيناً قرب الطرف حتى لايعيق عملية التقليع .
2- يقلم الكرناف السفلى بدقة بحيث لايترك منه شيئاً حول الساق .
3- يزاح التراب من حول الفسيلة المراد فصلها حتى يظهر مكان اتصالها بالأم ( السلعة أو الفطامة ) ثم يكشف عن قاعدة الفسيلة .
4- يؤتى بالعتلة ( آلة حادة تشبه من طرفها الأزميل وقمتها غليظة بطول حوالى متر ) توضع بين الأم والفسيلة ثم يضرب عليها بعتلة أو مطرقة ثقيلة من الخشب حتى تنفصل الفسيلة عن الأم مع جزء من الجذور وقد يقوم العامل المدرب برفع العتلة بيديه ويهوى بها على منطقة الاتصال ويكرر الضرب حتى يتم قطع الفطامة وكلما تم الفصل بعدد أقل من الضربات كلمادل ذلك على مهارة العامل .
5- عندما تقارب الفسيلة على الإنفصال فعلى أحد العاملين أن يتلقاها برفق حتى لاتسقط على الأرض فترتطم بها والذى قد يؤدى إلى حدوث شروخ أو رضوض بالجمارة .
6- تنظف الجذور القديمة بعد انفصال الفسيلة كما تزال الجذور المجروحة أو المهشمة وتقصر الجذور الباقية .
7- يجب أن يتم النقل برفق وحذر خوفاً على الجمارة وأن تلف بشكل مناسب ( خيش أو قش أرز أو أكياب ) يحمى قمتها من الجفاف قبل أو بعد الزراعة .
الفصل الجزئى :
فى حالة الفسائل الكبيرةالحجم نسبياً ( أطوال من 2 - 1 متر ) من الأفضل أن يتم فصلها بطريقة تدريجية ( فصل جزئى ) حيث يتم فصلها مبدئياً فى الخريف ثم استكمال الفصل فى أوائل الربيع وبذلك تكون الخلفة قد استقلت عن الأم استقلالاً نصف كامل بما انتجته من جذور عرضية عند منطقة الفصل ويساعد ذلك على رفع نسبة نجاح الفسيلة بعد فصلها عن الأم وزراعتها مستقلة فى المكان المستديم .
ويفضل تعقيم منطقة الجرح بأحد المبيدات الفطرية حتى لاتكون عرضة للإصابة بالفطريات خاصة فطر الدبلوديا أو غيره .
الاستفادة من الراكوب ( الفسائل الهوائية ) فى الإكثار :
أما الفسائل التى تخرج على الجذع فى إبط الأوراق بعيدة عن سطح الأرض فتسمى بالراكوب أو الطاعون أو الفسائل الهوائية وقليلاً ماتستعمل فى الإكثار وذلك لصعوبة نجاحها لعدم وجود مجموع جذرى إلا أن بعض السلالات النادرة والمرغوبةوالتى تعدت مرحلة إنتاج الفسائل فيتم استخدام طريقة الترقيد الهوائى لهذه الطواعين بعمل تجريح فى منطقة الاتصال واستخدام بعض منظمات النمو المشجعة على التجذير بغرض تشجيع تجذيرها قبل فصلها عن الأم وتحاط بأكياس البولى إيثيلين أو صندوق خشبى يحيط بقاعدة الراكوب وتربط أو تثبت بجذع النخلة الأم مع توفير وسط من البيتموس أو نشارة الخشب والرمل وبعد 4 - 6 شهور يتكون مجموع جذرى حول الراكوب ويمكن فصله عن الأم ويزرع فى المشتل أو الأرض المستديمة مباشرة .
الاستفادة من النخيل المسن المرتفع الجذع :
يمكن إعادة فصل وزراعة بعض السلالات البذرية النادرة والمرغوبة ذات الصفات الجيدة والتى لاتعطى فسائل نتيجة لكبر عمرها عن طريق إزالة الكرنافوعمل تجريح على الجذع بطول 20 - 15 سم
) ويكون ذلك أسفل رأس النخلة بمترين ( مع استخدام بعض منظمات النمو المشجعة على التجذير بغرض تشجيع تجذيرها فى هذه المنطقة المجروحة ، ثم يثبت صندوق خشبى حول الجذع وتعامل بنفس الطريقة التى سبق ذكرها فى حالة الراكوب أو الفسائل الهوائية ، ثم بعد نجاح خروج الجذور فى منطقة التجريح يتم فصل الجزء العلوى عن بقية الجذع بعد تقليم السعف مع ترك صفين منه حول القلب
) الجمارة ( ويتم الفصل بالاستعانة بونش كهربائى ذو شوكتين لقبض الجذع أسفل رأس النخلة حتى يتم فصلها بالمنشار أسفل منطقة الجذور وفى حالة عدم توفر الونش يمكن فرش الأرض أسفل النخلة ببالات من قش الأرز التى تعمل كمخدة تقلل من أثر ارتطام الجزء المفصول بالأرض وذلك للمحافظة على البرعم الطرفى ( الجمارة ) من الموت أو الكسر .
العناية بالفسائل المفصولة :
تعتبر العناية بالفسائل بعد فصلها من الأمور الهامة لضمان نجاحها وينصح باتباع الآتى :
1- عدم تعرض الفسائل المفصولة لظروف تساعد على الجفاف حيث يجب أن تحفظ فى مكان ظليل وترطب جذورها بالماء أو توضع قواعدها فى ماء جارى حتى موعد زراعتها .
2- فى حالة نقل الفسائل لزراعتها فى أماكن بعيدة أو تأخير زراعتها لأى سبب من الأسباب يجب أن يلف المجموع الجذرى وكذلك الأوراق بالقش أو الأجولة أو أكياب مع ترطيبها لحين زراعتها خوفاً عليها من الجفاف .
3- يفضل أن تعقم السطوح المجروحة بالمطهرات الفطرية وقد تدهن السطوح المطهرة بمادة تمنع بخر الماء ومهاجمة الكائنات الدقيقة مثل البيوتامين .
4- ينصح بتبخير الفسائل بغاز بروميد المثيل لقتل الحشرات التى تكون موجودة عليها .
5- يجب أن يتم تداول الفسائل بلطف حتى لاتتعرض للصدمات والتى قد تسبب شروخ أو تشققات فى منطقة الجمارة مما يتسبب فى موت الفسيلة .
6- يجب الإسراع فى زراعة الفسائل بعد فصلها وعدم التأخر فى زراعتها لفترات طويلة وعموماً فكلما أسرعنا فى زراعتها كلما أعطت نسبة أعلى من النجاح .
مشتل النخيل :
هو الأرض المخصصة لزراعة وخدمة فسائل النخيل والعناية بها من وقت فصلها عن أمهاتها إلى أن تصبح صالحة للزراعة فى المكان المستديم .
تجهيز وغرس الفسائل بالمشتل :
بعد اختيار الفسائل الجيدة للأصناف المرغوبة يجب الإسراع فى غرسها بالمشتل على أبعاد 2 * 1 متر وتجهز جور الزراعة بقطر لايقل عن 50 سم وبعمق 50 سم وتترك معرضة للشمس والهواء للعمل على موت الكائنات الحية الدقيقة الضارة ويفضل تعقيم أرض المشتل إما شمسياً أو باستخدام بعض الغازات التى تقتل بذور الحشائش والكائنات المرضية الأخرى ، وفى حالة الأراضى الثقيلة أو الرملية يوضع بالجورة كمية مناسبة من التربة المتوسطة القوام ثم تزرع الفسائل بحيث يكون أكبر قطر لقاعدتها موازياً لسطح التربة وتثبت التربة جيداً حول قاعدتها ويعتبر العمق الذى تزرع عليه الفسائل ذات أهمية كبيرة فى نجاحها فإذا زرعت الفسيلة سطحية أدى ذلك إلى قلقلتها بالهواء وموتها وإذا زرعت عميقة عما ينبغى فإن ذلك قد يعرض البرعم الطرفى ( الجمارة ) للرطوبة والتلوث بالفطريات والتعفن ويفضل أن تزرع الفسيلة بميل قليل فى اتجاه عكس الرياح حتى تكون الفسيلة أقل تعرضاً لتأثير الرياح وبعد مدة تجعلها الرياح فى اتجاه مستقيم وبعد الزراعة تلف الأوراق بالقش الجاف أو الحصير لحمايتها من حرارة الشمس أو البرد إلى أن تتكون الأوراق الجديدة .
ويجب موالاة الفسائل بالرى المعتدل حيث تعتبر عملية الرى من أهم العوامل المحددة لنجاح الفسائل فى المشتل ويفضل أن يتم الرى بالمشتل باستخدام تقنية الرى بالتنقيط حيث أعطت نسبة نجاح عالية جداً كما يجب الاهتمام بالعزيق ومقاومة الحشائش ولاتحتاج الفسائل غالباً إلى إضافة أى أسمدة كيماوية خلال الثلاثة شهور الأولى على الأقل ويمكن بعد ذلك إضافة كمية محدودة من السماد الآزوتى ( حوالى 50 جم يوريا ) للفسيلة الواحدة .
وغالباً تبدأ الفسائل فى إخراج جذور بعد حوالى أسبوعين من زراعتها ومثل تلك الفسائل تظل خضراء وتبدأ فى النمو وقد لاتخرج جذور لبعض الفسائل مما يؤدى إلى جفافها وموتها وللتأكد من وضع الفسيلة يفحص قلبها الجاف برفق فيشد شداً خفيفاً فإذا انخلع بسهولة فهذا يعنى أن الفسيلة قد ماتت إلا إذا كانت حول قاعدتها خلفات صغيرة فتترك لتحل محل الفسيلة الأصلية وقد تظل بعض الفسائل خضراء لفترة طويلة تموت بعدها لفشلها فى تكوين جذور ، لذلك لايمكن الحكم على نجاح الفسيلة بلونها الأخضر فقط ويجب موالاة هذه الفسائل بعمليات الخدمة وعدم التسرع بإزالتها .
ويمكن تلخيص أهم أسباب فشل وموت الفسائل فى المشتل للأسباب الآتية : :
1- استخدام فسائل غير مكتملة النضج وصغيرة الحجم .
2- عدم وجود مجموع جذرى بكمية كافية للفسيلة أو وجود تجويف بمنطقة القطع .
3- الإهمال فى رى الفسائل ووقايتها بعد الزراعة .
4- عدم العناية بتداول الفسائل من وقت فصلها إلى زراعتها بالمشتل وتعرضها للصدمات أو التأخر فى زراعتها .
5- مهاجمة الفطريات والكائنات الدقيقة للمناطق المجروحة من قاعدة الفسيلة وعدم اختيار الأراضى النظيفة أو استخدام المطهرات لتطهير قاعدة الفسيلة .
6- الإصابة الشديدة لقمة الفسيلة بالحشرات القشرية أو البق الدقيقى أو أى إصابات مرضية أو حشرية شديدة .
7- الزراعة السطحية التى تعرض الفسيلة للجفاف أو الزراعة العميقة التى تسبب ابتلال وتلوث وموت القمة النامية .
8- يتوقف درجة النجاح أيضاً على الصنف نفسه ففسائل بعض الأصناف تكون جذورها أسهل من فسائل أصناف أخرى .
9- وجد أن الفسائل المفصولة من نخيل بعلى ( لايروى ) تكون أكثر نجاحاً من تلك المفصولة من نخيل مروى وقد يرجع ذلك إلى قوة المجموع الجذرى فى الحالة الأولى .
تمكث الفسائل فى المشتل لفترة لاتقل عن عام وغالباً تظل لمدة عامين ثم تقلع لزراعتها فى البستان وتسمى عند ذلك " ببنت الجورة " ويشترط فيها أن تحتوى على مجموع جذرى غزير وأن تكون جيدة النمو خضراء خالية من الإصابة المرضية والحشرية وألا يقل وزنها عن 12 - 10 كجم ولايقل أكبر قطر لها عن 30 سم وأن يكون طول جذعها متر واحد على الأقل .
إنشاء مزارع النخيل :
يجب العناية فى اختيار التربة الصالحة للزراعة وضرورة التأكد من توفر ماء الرى الصالح .
إعداد الأرض للغرس :
تحرث أرض المزرعة مرتين ثم تزحف حتى تصبح مستوية تماماً وذلك فى حالة المزارع التى تروى بالغمر وتقسم الأرض إلى مربعات حسب مساحتها وتحدد مواقع جور الزراعة على الأبعاد المطلوبة والاهتمام بتوسيع الجور بما يتلائم مع حجم قواعد الفسائل لذا يفضل أن تكون أبعاد الجورة 1* 1 * 1 م ويجب تجهيز الجور قبل موعد الزراعة بوقت كافى على أن يستبعد التراب الناتج من الحفر ويؤتى بخلطة مكونة من 1 جزء طمى + 2 جزء رمل إذا كانت الأرض طينية ، 2 جزء طمى + 1 جزء رمل إذا كانت الأرض رملية وفى حالة عدم توفر الطمى أو الرمل تستخدم تربة سطحية نظيفة بعد خلطها بما يعادلها من سماد عضوى قديم متحلل ويفضل إضافة من 2 - 1كجم سوبر فوسفات و 2 كجم من الكبريت يخلط جيداً مع مخلوط الزراعة فى الجورة .
أبعـاد الغـرس :
* يلجأ كثير من مزارعى النخيل بغرس أكبر عدد من الفسائل فى مزارعهم دون مراعاة المسافة اللازمة بين الأشجار مما ينعكس ضرره على الإنتاج وصفات الثمار والخدمة وقد عرف منذ القديم فوائد الزراعة المتباعدة للنخيل ولذا ننصح بها ومن الأقوال الشائعة ( ضع أختى بعيد عنى وخذ حملها منى ) ( أفضل الغرس مايبعد بينه وشره ماقرب بينه ) وينصح حالياً بزراعة النخيل فى الأراضى الجديدة باستخدام النظام المستطيل غالباً على أبعاد 8 * 6 متر أما الأراضى القديمة تكون المسافة 7 * 7 أو 8 * 8 متر فى المزارع المنتظمة أو على 10 *10 متر فى حالة التربة الطينية أو على مسافة
6 متر بين الأشجار حول المزارع أو المشايات العريضة .
* ويراعى وضع الفسيلة فى الجورة ويكتفى بموارة منطقة الجذور فى التربة مضافاً إليها 10 - 5 سم ، ويجب ألا يتعدى الردم أكبر قطر فى قاعدة الفسيلة مع ملاحظة أن يكون القلب بعيداً عن الشمس وقت الظهيرة وبعيداً عن مستوى سطح التربة ، ويردم حول الفسيلة جيداً بكبس التربة حولها ثم يجرى الرى لتثبيت التربة ويزداد الردم فى الجور التى تهبط تربتها بعد الرى مع مراعاة تغطية الفسائل بعد الغرس بخيش أو قش أرز أو أكياب لحمايتها من حرارة الصيف أو برودة الشتاء .
* ويمكن الاستفادة بالمسافة بين النخيل بزراعة الخضروات والمحاصيل الحقلية أو أشجار المؤقتات وبالتالى يستفيد النخيل من سماد المحاصيل الثانوية كما تستفيد هذه المحاصيل من أشجار النخيل فى وقايتها من موجات الصقيع شتاءاً أو شدة الحرارة صيفاً .
* فى حالة زراعة الفسائل المفصولة بالمشتل للعناية بها وتركيز خدمتها فإنها تستمر لمدة من 3 - 2 سنوات تصبح بعدها صالحة للنقل للمكان المستديم وتعرف حينئذ باسم الفسيلة " بنت الجورة " .
فسيلة مكتملة النضج وسليمة --------> فصل جيد --------------> نقل
بحذر -------> زراعة جيدة -------> تنظيم الرى والعناية -------> زراعة جيدة
مما سبق يتضح أنه لنجاح زراعة الفسائل يجب أن تتصل السلسلة وإن أى كسر فى أى حلقة من حلقات السلسلة يؤدى إلى فشل الزراعة .
إكثار النخيل بواسطة زراعة الأنسجة :
يتكاثر النخيل تقليدياً عن طريق الفسائل للحصول على نفس الصنف وهناك أصناف ممتازة يندر إنتاجها من الفسائل وذلك يؤدى إلى ارتفاع ثمن فسائلها وصعوبة التوسع فى زراعتها لذلك بدأ الاتجاه إلى الإكثار بزراعة الأنسجة للأصناف المنتخبة والممتازة من نخيل البلح حيث يمكن أن يتم فى وقت قياسى إنتاج عدد كبير من النباتات مقارنة بطرق التكاثر التقليدية مثل الفسائل .
مزايا استخدام تقنية زراعة الأنسجة فى إكثار نخيل البلح :
1- الحصول على أعداد كبيرة جداً من الفسائل باستخدام عدد قليل من الأمهات .
2- الحصول على فسائل خالية من الأمراض الفطرية المنتشرة حالياً فى كثير من البلدان والتى يخشى استيراد فسائل منها مثل مرض البيوض .
3- من أهم مميزات هذه الطريقة هو تجانس الفسائل الناتجة مما يضمن تجانس النمو وسرعة النمو حيث يمكن الحصول على المحصول بعد 4 سنوات فقط من الزراعة .
4- زراعة الفسائل بالأرض المستديمة مباشرة بدون عمل مشتل والانتظار لمدة 3 - 2 سنوات حيث أن الفسيلة التى تزرع تكون ذات مجموع جذرى كامل ( فسيلة بصلايا كاملة ) وتزرع فى نفس المواعيد العادية للزراعة فى أغسطس وسبتمبر أو مارس وأبريل .
5- سهولة تداول الفسائل ونقلها مع ضمان خلوها من الإصابات الحشرية أو المرضية .
6- الحصول على فسائل من النخيل الذى فقد قدرته على إنتاج الفسائل
خدمة أشجار نخيل البلح
أولاً الخدمة الأرضية :
رى النخيـل :
على الرغم من تحمل أشجار النخيل للجفاف إلا أنه إذا تعرض للعطش مدة طويلة فإن معدل النمو الخضرى للأوراق يقل بوضوح وتقل صفات الثمار وينخفض محصولها بدرجة كبيرة وعلى العكس من ذلك حيث تستطيع جذور النخيل أن تتحمل غمر التربة بالماء لمدة طويلة أيضاً ولكنها لاتفضل الحالتين إذا أردنا لها النمو والإثمار بدرجة جيدة وبالرغم من تحمل الشجرة للجفاف إلا أن احتياجاتها المائية مرتفعة وتختلف الاحتياجات المائية للنخيل باختلاف نوعية التربة والماء المضاف وطريقة الإضافة والظروف الجوية المحيطة وحالة النشاط الفسيولوچى للنخلة ومراحل نموها والتى يمكن تقسيمها كالتالى :
فترة مابعد جمع المحصول :
يراعى عدم إهمال الرى فى هذه الفترة للمساعدة فى تكوين الطلع الجديد ويكون الرى على فترات متباعدة شتاءاً .
بداية مرحلة النمو الخضرى والنشاط قبل فترة التلقيح :
يكون الرى على فترات متقاربة حيث أن عدم الرى يقلل من نشاط النمو الخضرى والزهرى مما يؤثر على المحصول وصفات الثمار الناتجة .
فترة التزهير والعقد :
يكون الرى خفيف على الحامى مع تجنب العطش أو الإسراف حيث أن انخفاض أو زيادة الرى فى هذه الفترة تسبب تساقط جزء كبير من الأزهار والعقد الصغير .
فترة نمو وتكون الثمار وتلوينها :
يجب أن يكون الرى على فترات متقاربة حتى فترة اكتمال نمو الثمار حيث أن نقص الماء بعد العقد يسبب انخفاض فى سرعة نمو الثمار ويؤدى إلى سقوط الكثير منها وصغر حجمها . وفى بعض الأصناف ذات الحساسية الكبيرة للرطوبة والتى تؤدى إلى حدوث ظاهرة التشطيب فى الثمار ( تكوين خطوط غير منتظمة الشكل طولية وعرضية على جلد الثمرة ) يجب تقليل كميات ماء الرى فى المراحل الأخيرة من تكوين الثمار وقبل تلوينها كما يجب عدم زراعة محاصيل بينية بين أشجار النخيل حتى لاتسمح بزيادة الرطوبة الجوية حول الثمار فى تلك المرحلة .
وفى بعض الأصناف مثل البارحى يعتبر تقليل كمية المياه والتحكم فى الرى خلال هذه الفترة ذات أهمية بالغة لتفادى التأثير السيئ للرطوبة على الثمار .
فترة نضج الثمار :
يكون الرى على فترات متباعدة وخفيف للعمل على سرعة نضج الثمار وتلوينها وزيادة حلاوة سكرياتها ويحافظ على صلابتها فتكون أكثر تحملاً للنقل والتسويق وعلى العكس من ذلك فالرى الغزير خلال هذه الفترة يؤدى إلى تأخر نضج الثمار وزيادة رطوبتها وقلة صلابتها مما يؤدى إلى سرعة تلفها .
تنجح زراعة أشجار النخيل فى أراضى لاتنجح بها زراعة أنواع أخرى من أشجار الفاكهة ، وتتميز أشجار النخيل بمجموع جذرى كبير يمتد لمسافات كبيرة بالتربة مما يمكنها من الحصول على الكميات المناسبة من الماء والعناصر الغذائية .
وقد أكدت معظم الدراسات المائية أنه لعمل برنامج للنخيل يجب دراسة احتياجات الأشجار تحت ظروف كل منطقة لتقدير الحاجة للرى ومعدله وتوقيته مع الأخذ فى الاعتبار تفاعل العوامل المختلفة والمؤثرة حتى نستطيع رسم سياسة إرشادية للرى فى كل منطقة وفيما يلى نعرض برنامج استرشادى لرى أشجار النخيل .
الـرى بالغمـر
رى الفسائل والنخيل الصغير الغير مثمر :
تختلف كمية ومواعيد إضافة الماء حسب ظروف التربة والمناخ ويفضل توفر الكميات المناسبة من الماء حول الجذور خاصة أثناء فصل النمو التى تتكون فيه الأوراق حتى يمكن تشجيع وإسراع النمو الخضرى .
الطرق المستخدمة لرى أشجار نخيل البلح
أولاً : رى الفسائل حديثة الغرس :
أ- طريقة البواكى :
وتستخدم هذه الطريقة فى رى الفسائل حديثة الغرس فى الأرض المستديمة وتتلخص فى حصر صف من أشجار النخيل فى حوض عرضه حوالى 1.5 - 2 متر تسمى باكية وتحتل الفسائل وسط الحوض تماماً وتطلق فيه مياه الرى أما طول الحوض فيكون أقصر فى الأراضى الرملية الخفيفة لايتعدى 50 متر بينما فى الأراضى الطينية الثقيلة عادة يكون طوله 100 متر أو أكثر ويفضل استعمال هذه الطريقة فى الأراضى الخفيفة ولمدة سنتين أو ثلاثة ثم يستعاض عنها بالطرق الأخرى .
ب- طريقة الأحواض الفردية :
ويشمل الحوض نخلة واحدة ويكون شكل الأحواض إما دائرياً أو مربعاً وهذه الطريقة تتطلب الدقة فى تسوية التربة ويفضل اتباعها فى الأراضى الخفيفة وفى حالة النخيل البالغ .
ج- طريقة المصاطب أو الخطوط :
وتجرى بعمل خطوط أو مصاطب عرضها حوالى 1 متر وارتفاعها حوالى 30 سم وتوجد الأشجار فى وسطها وتروى الأرض المتروكة بين المصاطب أو الخطوط على أن يزداد عرض المصطبة مع زيادة سمك الجذع . وتفضل هذه الطريقة فى ري الأراضى الثقيلة .
ثانياً : رى نخيل البلح البالغ ) المثمر ) :
1- الرى السطحى :
أ- طريقة الأحواض :
تقسم الأرض إلى أحواض ويضم الحوض نخلة واحدة أو أكثر وتحتاج هذه الطريقة كمية كبيرة من الماء ويفضل أن تكون الأرض مستوية ذات انحدار خفيف حتى يعم الماء سطح الأرض فى سهولة ويسر وانتظام .
ب- طريقة المصاطب :
يتم عمل مصاطب عرضها 1 متر وارتفاعها 25 سم حيث تزرع الأشجار فى وسطها وتروى الأرض المتروكة بين المصاطب ويزداد عرض المصاطب بزيادة سمك جذع النخلة .
ج- طريقة الخطوط :
تعمل خطوط بين صفوف الأشجار حوالى 5 - 6 خطوط ويطلق ماء الري فى هذه الخطوط وتفضل هذه الطريقة فى الأراضى الثقيلة وتكون متمشية مع خطوط الكونتور فى الأراضى الغير مستوية .
2- الرى بالتنقيط Drip Irrigation :
هو عبارة عن رى سطح التربة بالماء كنقط على دفعات أو تيار مستمر أو من أنابيب رفيعة من خلال القواذف ( النقاطات ) ، وعلى ذلك فإن التطبيق العملى للرى بالتنقيط يمكن أن يتضمن أيضاً الأنظمة التى لها معدلات تصرف عالية من المياه أكثر من الأنواع الأخرى . ويستخدم الرى بالتنقيط كطريقة لرى أشجار الفاكهة وهى تعتبر من أكثر الطرق شيوعاً فى الأراضى الصحراوية الجديدة من حيث كفاءة استخدام مياه الرى على الرغم من ارتفاع تكاليفها .
ومن مميزات الرى بالتنقيط هى :
1- توفير كمية كبيرة من مياه الرى المستخدمة مقارنة بطريقة الرى بالغمر .
2- الزيادة فى كمية الإنتاج نتيجة الاستفاد الكاملة من مياه الرى والتسميد .
3- التحكم فى كمية المياه المضافة للشجرة والحد من مشاكل الصرف .
4- تقليل أضرار استخدام مياه رى ذات ملوحة عالية نسبياً .
5- توفير الأيدى العاملة .
6- إضافة الأسمدة الكيماوية والعالية الذوبان فى ماء الرى والترشيد من كميتها .
7- سهولة مقاومة الحشائش والأمراض .
ومن عيوب الرى بالتنقيط هى :
1- إرتفاع تكاليف إنشاء الشبكة .
2- إنسداد النقاطات ويمكن التغلب على ذلك بتركيب المرشحات اللازمة لعدم انسداد النقاطات مع ضرورة الصيانة المستمرة لشبكة الرى لضمان عملها بصورة جيدة .
3- الحد من انتشار الجذور ، ويمكن علاج ذلك بزيادة عدد النقاطات لزيادة انتشار الجذور مع إضافة كمية كبيرة نسبياً من الماء فى الرية الواحدة وإطالة الفترة بين الريات المتعاقبة .
4- تراكم الأملاح فى الحد الخارجى للمنطقة المبتلة مما يعيق خروج الجذور خارج هذه الحدود لذلك يلزم عمل غسيل للتربة شتاءاً وفى الربيع لغسل كمية الأملاح المتراكمة فى هذه المنطقة كذلك يجب الرى عند سقوط الأمطار حتى لاتنتقل الأملاح من الخارج إلى الداخل .
* تتراوح كمية المياه المضافة لكل نخلة يومياً من 140 - 60 لتر ماء حسب الظروف الجوية وعمر الأشجار والاحتياجات الفعلية للأشجار على مدار السنة .
نظم الرى بالتنقيط Drip Irrigation System :
من أهم نظم الرى التى يمكن اتباعها لرى أشجار النخيل وخاصة فى أراضى الاستصلاح الجديدة هى :
1- الرى بالتنقيط السطحى Surface Drip Irrigation :
وفيه توضع الخراطيم فى جهة واحدة فوق سطح الأرض أو جهتين حول الأشجار على أن تكون النقاطات بكمية كافية وأن تبعد النقاطات عن جذع الشجرة بما لايقل عن 25 - 30 سم من الجانبين ويمكن وضع النقاطات على مسافة 1 متر وهذا يساعد على زيادة المساحة المبتلة .
2- الرى تحت السطحى Sub Surface Irrigation :
هو إضافة الماء إلى منطقة تحت سطح التربة خلال قواذف لها نفس معدلات تصرف الرى بالتنقيط السطحى .
3- الرى الفقاعى Bubbler Irrigation :
يختلف عن النظام السابق فى أن التصرفات المستخدمة عالية جداً ويمتاز بتوفيره للوقت والطاقة ، وهو عبارة عن إضافة الماء على سطح التربة كنافورة أو تيار صغير تكون معدلات التصرف عند مخارج المياه أعلى منها فى حالة قواذف التنقيط أو الرى تحت السطحى ولكنها تقل بصفة عامة عن 225 لتر / ساعة لأن معدلات تصرف القواذف تزيد عادة عن معدلات رشح الماء داخل التربة وعلى ذلك فإن تنظيم رشح الماء فى التربة يصاحبه عادة تكون مستنقع صغير .
وقد نجح هذا النظام فى مصر وخاصة فى محافظة الفيوم وهو من أحسن النظم التى تستخدم عند الرغبة فى تحويل الرى السطحى بالغمر إلى رى حديث ( التنقيط ) . ويفضل عمل حوض حول جذع النخلة حتى لانسمح بسريان الماء جانبياً ويؤدى ذلك إلى تعمق الجزء المبتل .
- الرى بالرشاشات الصغيرة ميكروجيت ( رش منخفض الضغط ) Micro-jet Spray Irrigation
وهو يفضل فى رى الأشجار ذات المسافات الواسعة مثل النخيل حيث يتم توزيع المياه على هيئة رزاز أو ضباب تحت الأشجار على سطح التربة حيث يدفع الماء عبر الهواء ليصبح موزعاً آلياً وتكون معدلات التصرف عادة لقواذف الرى بالرش للمخارج أقل من 115 لتر / ساعة .
ويفضل استخدام أحد النظامين الرى الفقاعى أو الرى بالميكروجيت مع أشجار النخيل .
* بعض العوامل التى يجب مراعاتها فى رى النخيل الحديث والمثمر :
1- يجب عدم الإفراط فى رى الفسائل الحديثة الزراعة خاصة فى الأراضى الطينية حتى لايتعفن قلب الفسائل قبل إنبات جذورها فى التربة مع عدم تعرض التربة للجفاف الشديد .
2- فى الأراضى الملحية والقلوية من الضرورى الرى المتقارب لتقليل تركيز الأملاح حول الجذور .
3- رى أشجار النخيل قبل بداية موسم التلقيح لتنشيط نمو الطلع والإسراع فى عملية التلقيح ، وبعد عقد الثمار .
4- الإستمرار فى الرى خلال فترة نمو الثمار وتلوينها فى طورى الكمرى والخلال ( اكتمال نمو الثمار ) . يلاحظ أن بعض الأصناف مثل البارحى تكون حساسة جداً للرطوبة الجوية حول الثمار ويؤدى تقليل كميات مياه الرى إلى عدم زيادة الرطوبة الجوية حول الثمار .
5- يجب الإقلال من الرى عند تكامل نضج الثمار حتى لاتؤدى الزيادة فى الرى إلى تأخير نضج الثمار والتأثير على صفات الثمار مما يجعلها عرضة للتلف السريع ومائلة للسواد نتيجة لزيادة الرطوبة أثناء فترة النضج .
6- يجب الاهتمام بعملية الرى عقب جنى المحصول للمساعدة على تكوين الطلع الجديد .
7- يجب أن يكون الرى فى الصباح الباكر أو فى المساء وليس أثناء فترة الظهيرة حيث اشتداد الحرارة .
8- يتوقف الرى فى فصل الشتاء إذا كانت الأرض غير مزروعة ببرسيم أو لوبيا العلف أو أى محاصيل مؤقتة أخرى .
والله الموفق.............
مهندس زراعى /
جمعة محمد عطا
استشارى وخبير زراعى
0020126076461