تتعرض أستراليا والبرازيل لأسوأ موجة فيضانات يشهدها البلدان منذ عقود وسط تحذيرات حكومية من احتمال أن تساهم الأمطار الغزيرة في تعميق تداعيات الكارثة في المناطق المنكوبة.
ففي ولاية فيكتورياجنوبي شرقي أستراليا، أجبرت الفيضانات مئات السكان على إخلاء منازلهم مع تقدم المياه والأوحال من المناطق القريبة من مدينة ملبورن عاصمة الولاية مهددة بغمر مناطق ريفية بأكملها.
وأكدت مصادر رسمية في حكومة الولاية أن الفيضانات تقدمت اليوم الاثنين لتغمر مساحات جديدة مع استمرار هطول الأمطار التي تسببت بانهيار ضفاف أكبر نهرين في المنطقة وهما نهر موراي ونهر لودن.
ونبهت إدارة خدمات الطوارئ في الولاية إلى احتمال أن تواصل الفيضانات -التي تشكل ما يشبه بحرا داخليا متحركا يمتد على مساحة تسعين كيلومترا إلى الشمال من مدينة ملبورن- طريقها خلال الأيام المقبلة لتصب في نهر موراي.
جهود الإغاثة
وتركز الإدارة جهودها حاليا على بلدة سوان هيل الواقعة على بعد 340 كيلومترا شمال ملبورن ويقطنها أكثر من عشرة آلاف نسمة حيث يلتقي نهرا موراي ولودن وسط توقعات الخبراء بوصول مياه الفيضانات إلى أعلى منسوب لها خلال اليومين المقبلين.
وأكدت مصادر الإدارة أن عمال الإغاثة والمتطوعين عملوا على مدى الأيام العشرة الماضية على تكديس آلاف من أكياس الرمل حول البلدة لمنع مياه الفيضانات من غمرها.
وفي نفس السياق، طلبت اليوم الاثنين السلطات المحلية المختصة من سكان بلدة مورابيتت -التي تبعد خمسين كيلومترا شرق بلدة سوان هيل- إخلاء المنطقة مع فيضان نهر موراي غامرا الحواجز التي تحمي البلدة من خطر الفيضانات.
من جهته قال واين سوان -نائب رئيس حكومة ولاية فيكتوريا- في بيان رسمي صدر أمس الأحد إن الفيضانات التي تشهدها الولاية منذ الأسبوع الماضي تعتبر من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد متوقعا أن تترك تداعيات سلبية على الاقتصاد تمتد لسنين طويلة.
يشار إلى أن ولاية كوينزلاند في الشمال الشرقي من القارة الأسترالية شهدت مع بداية الشهر الحالي فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة خلفت وراءها ثلاثين قتيلا وخسائر قدرت قيمتها بثلاثة مليارات دولار أميركي فضلا عن تدمير ثلاثمائة ألف منزل وما يقارب 80% من البنية التحتية.
البرازيل
أما في البرازيل فقد أعلنت السلطات المحلية في ولاية ريو دي جانيرو في بيان رسمي صدر الأحد أن عدد قتلى الفيضانات والانهيارات الأرضية التي وقعت بمنطقة جبلية قرب مدينة ريو دي جانيرو ارتفع إلى 803 أشخاص، في حين لا يزال مئات آخرون في عداد المفقودين تحت أطنان من الصخور والأوحال.
وذكرت مصادر إعلامية برازيلية -نقلا عن إحصائيات نشرتها الأمم المتحدة قبل يومين- أن الفيضانات التي تواجهها البرازيل تعد ثاني أسوأ كارثة في تاريخها بعد كارثة تفشي وباء التهاب السحايا عام 1974 الذي تسبب بوفاة 1500 شخص.
وكانت المصادر المحلية قد تحدثت عن انهيار تلال بأكملها الأسبوع الماضي في منطقة سيرانا التي تقع على بعد 97 كيلومترا شمال مدينة ريو دي جانيرو، وذلك في أعقاب أمطار غزيرة تجاوز معدل صبيبها في غضون 24 ساعة معدل الأمطار المعتاد خلال شهر واحد.
كما اجتاحت سيول من الوحل والمياه مناطق فقيرة لتدفع بالسيارات لتسقط من مناطق مرتفعة على أسطح المباني وتدفن العديد من الأسر أحياء في بيوتها وسط توقعات بأن تصل الحصيلة النهائية لعدد الضحايا إلى أكثر من ألف قتيل فضلا عن تشريد الآلاف.