محمد حسان حول أحداث الاسكندرية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد :
يقول الله عز وجل " وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز" سورة الحج آية 40
· قال الحافظ ابن كثير : أي لولا أن الله يدفع بقوم عن قوم ويكف شرور أناس عن غيرهم بما يخلقه ويقدره من الأسباب لفسدت الأرض ولأهلك القوي الضعيف
· قال ابن عباس : الصوامع معابد الرهبان والبيـع معابد اليهود والصلوات كنائس النصارى والمساجد فهي للمسلمين .
· وفي صحيح مسلم في كتاب فضائل الصَّحابة في باب ( وصية النبي صلي الله عليه وسلم بأهل مصر ) "
عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "{ إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمي فيها القيراط فإذا فـَتَحتُمُوهَا فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما} ".
والشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها ,
فكل مسألة خرجت من العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة
وما وقع في الإسكندرية من تفجيرات آثمة جاهلة سفكت دماء المسلمين والنصارى ومزقت أشلاءهم وطالت أماكن عبادتهم وبثت الرعب والفزع وزعزعت الأمن والاستقرار وحرمت الناس الطمأنينة والهدوء .....
هذه التفجيرات الغاشمة الظالمة ليست من الإسلام أبدا في شيء بل هي تسيء للدين والدنيا ولو استحكمت هذه الفتن لما أمن أحد منا على نفسه ونسائه وأولاده وأمواله .
وتفتح عليـنا وعلى بلادنا باب شر لا يعلم خطورته إلا الله ولذا أنا أؤكد للجميع أن فقهاء الإسلام قد اجمعوا على أن قتل المسلم والذّمي كبيرة من كبـائر الذنوب وقد نص الإمام ا بن حزم في " مراتب الإجماع " على وجوب حماية أهل الذمة وهم " ( رعايا الدول الإسلامية من غير المسلمين )
· وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " آلا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة "
و في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما "
· وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " من أ مَّـن رجلا على دمه فقتله فأنا بريءٌ من القاتل و إن كان المقتول كافرا "
فهذا العمل الظالم اعتداء على شعب مصرَ كـلِّه وتـقفُ ورائَه أيدي آثمة جاهلة تسعي لبث الرعب لزعزعة الأمن والاستقرار في مصر ولهذا فعلينا جميعا أن نقفَ صفاً واحدا في وجه دعوات الفرقة والتشرذم واشعال نار الفتن التي دمرت ( ولازالت ) كـثيرا من بلاد المسلمين
وفتحت الباب على مصراعيه لتدخلات خارجية ظالمة فأحذروا المصائد والحبائل والمكائد ..
فإنَّ النار بالزَّندين تٌورى ..... وإنَّ الفعلَ يسبقه الكلام
فإنَّ لم يُطْفِـها عُقَلاَءُ قومٍ ...... يكون وقُودَها جـُثَثُ وهام
ولذا فأنا أخاطب العقلاء من المسلمين والنصارى بأن يتعاملو مع هذه الفتنة بحكمة بالغة ومراعاة تامة لمصلحة بلدنا الحبيب
وأسأ ل الله أن يحفظ مصر من كل مكروه وسوء وأن يردنا وولاة الأمور إلي الحق رداً جميلا وأن يعصمنا وبلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن إنَّـه ولي ذلك ومولاه وصلي الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
الشيخ / محمد حسـان
[font=Arial Black][/font]