قال صلي الله عليه واله وسلم ما أصاب عبد قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وأبدله مكانه فرحا قالوا أفلا نتعلمهن يا رسول الله قال بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
فهذا يبين لنا ان المرء من يوم ان يولد الي يوم ان يموت وهو عرضه للمصائب والانكاد قال تعالي - لقد خلقنا الانسان في كبد - قاِذا كانت الحياه كذلك فلابد من دواء
وقد تعددت الادويه النبويه والقرانيه ومن احسنها ما رواه ابن حبانه وأحمد في مسنده من حديث عبدالله بن مسعود أن النبي صلي الله عليه واله وسلم قال ما أصاب عبد قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وأبدله مكانه فرحا قالوا أفلا نتعلمهن يا رسول الله قال بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
حقا اي واجب وفريضه وهذا الذي سنقوم به في هذه الخطبه أن نبين المعاني الذي اشتمل عليه هذا الحديث العظيم لان الايمان بالشيئ فرع عن تصوره 0 اذا لم يفهم المرء المعاني نقص ايمانه جدا وكلما علم معاني القران ومعاني السنه ازداد ايمانا ولذلك الفهوم منح من الله عز وجل
ما اصاب عبدا هما و لا حزن ما من انسان الا اصيب او ينتظر مصيبه كلنا هذا الرجل اما مصاب حقيقتا أو هو ينتظر مصيبه لان الله عز وجل قال (لقد خلقنا الانسان في كبد ) وفي معاناه وفي مشقه فالذي يتصور انه من يوم ان يولد الي ان يموت لن يبتلي فقد ظن باطلا وقد ظن عجزا ومن دخل الحرب وهو يظن انه لن يصاب فقد ظن عجزا
فطالما اننا جميعا هذا الرجل فقد سن لنا النبي صلي الله عليه وسلم دعاء ندعوه يشتمل علي التوحيد وعلي العبوديه انا عبدك وابن عبدك وابن امتك اي انا عريق في العبوديه انا عريق في النسب ضارب الجذور في العبوديه 0 أنا عبد وأبي عبد وأمي أمه وكان شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله يكثر من ذكر هذا البيت في جلوسه وقيامه ومشيه وسفره وترحاله كان يقول أنا المكدي وأبن المكدي كذلك كان أبي وجدي كلنا خدام للملك ومماليك 0 انا الكدي اي اعمل بالاجره وكذلك كان أبي وجدي ايضا خادمون للملك 0 ناصيتي بيدك والناصيه هو الشعر اللي في مقدم الراس 0 الناصيه التي يتجه المرء بها اذا اخذ انسان بناصيه انسان لا يستطيع ان يمشي يبقي الانسان مسلوب الاراده والاشاره الي الناصيه التفكير والاقام هي الموجه فاذا اخذ بالقدم لا يستطيع المرء السير كما قال الله تبارك وتعالي (والتفت الساق بالساق الي ربك يومئذ المساق ) التفت الساق بالساق يعني رجل متعسر الخطو الي الله كالرجل الذي يمشي فالتفت ساقه فيسقط علي الارض فنحن نري كل الموتي الساق بجانب الساق انما معني التفت الساق ان هذا الرجل متعسر الخطو الي الله 0 انا عبدك وابن عبدك وابن امتك فلا يتصور ان يكون له اختيار مع الله 0 ما كان لهم الخيره
هناك حديث موضوع الناس والخطباء يذكرونه علي المنابر بخصوص هذا الشأن 0 عبدي أنت تريد وأنا أريد ولا يكون الا ما اريد 0 هذا كذب لا أقوله وأنسبه الي رب العالمين كقول انما النصوص تؤيده وهذا معني ناصيتي بيدك
فالاعتقاد بان الله حكم عدل هذا يعينك علي التوبه وأنك ترجع فتزم نفسك لا أن تلقي باللوم علي ربك 0عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك اذن نزه الله عز وجل قبل أن يسأل أعترف بالعبوديه والذل وخلع حوله وقوته وأثبت العجز الكامل لنفسه وأثبت ان الله حكيم لا يفعل الشيئ الا بحكمه وقبل ان يسال قدم بالثناء علي الله ثناء وشفاعه بكل اسم هو لك والاسماء والصفات أعظم الابواب لزياده الايمان