كيف كانت معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته وأبنائه وتواضعه بشكل عام ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد كانت معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته وأولاده ولكافة الناس أكمل معاملة وأتمها، كما تشهد بذلك كتب الحديث والسيرة، ونحن نذكر نماذج من ذلك من تلك المعاملة الطاهرة، فقد روى أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها.
وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. والأهل هنا يشمل الزوجات والأقارب والأولاد، كما في تحفة الأحوذي في شرح الترمذي. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً. رواه أحمد والترمذي.
وكان يوصي أصحابه بزوجاتهم خيراً ويقول: إنما هن عوان عندكم -أي اسيرات-. رواه الترمذي.
وفي صحيح البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
وروى أحمد وابن حبان وصححه عن عروة قال: قلت لعائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.
وهذا يدل على إعانته لأهله، لا كما يتوهمه بعض الناس من أن ذلك نقصاً وعيباً أن يعين الرجل أهله في أعمال البيت، وهذا التعاون يولد الألفة والمحبة بين الزوج وزوجته كما لا يخفى.
وأما معاملته لخدمه فكانت أحسن معاملة كما يحكي ذلك خادمه أنس بن مالك قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشر سنين والله ما قال لي: أفاً قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا. متفق عليه واللفظ لمسلم.
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت.
وهذا يدل على تواضعه الجم، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: وما تواضع أحد لله تعالى إلا رفعه. رواه مسلم.
وعند ابن ماجه وصححه ابن حبان: من تواضع لله رفعه حتى يجعله في أعلى عليين.
والأخبار في تواضعه وحسن معاملاته مع أهله والمؤمنين، بل ومع الكافرين كثيرة مشهورة يرجع لها في سيرته صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً :
- كان يحب المرأة .. إنسانا ً.. وأُمّا ً.. وزوجة .. وبنتاً.. وشريكة في الحياة .
- سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال :[ أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك] .
وقال : [ من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله ] .
وأمر الذين سألوه .. أن يزوجوا ابنتهم للفقير الذي تحبه ، لا للغني الذي يريدونه.
وكان صلوات الله عليه يقبّل عائشة ، وإذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب .. وكان يتكئ في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها وكان يقبلها وهو صائم .. وزاحمته على الخروج من باب المنزل .
وغضب مرة مع عائشة فقال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبوعبيدة بن الجراح ؟ فقالت: لا .. هذا رجل لن يحكم عليك لي ، قال: هل ترضين بعمر؟ قالت: لا.. أنا أخاف من عمر .. قال : هل ترضين بأبي بكر ( أبيها )؟ قالت : نعم ..
فجاء أبو بكر ، فطلب منه رسول الله أن يحكم بينهما.. ودهش أبو بكر وقال :
أنا يا رسول الله ؟ ثم بدأ رسول الله يحكي أصل الخلاف .. فقاطعته عائشة قائلة :
( اقصد يا رسول الله ) أي قل الحق .. فضربها أبو بكر على وجهها فنزل الدم من أنفها ، وقال : فمن يقصد إذا لم يقصد رسول الله ، فاستاء الرسول وقال : ما هذا أردنا .. وقام فغسل لها الدم من وجهها وثوبها بيده .
وكان إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفـها وقال : [ اللهم اغفر لها ذنبـها وأذهب غيظ قلبها ، وأعذها من الفتن ] .
وتغضب عمر على زوجته ، فتراجعه ، فأنكر أن تعارضه ، فقالت زوجته : ( لماذا تنكر أن أراجعك ، فو الله إن زوجات النبي _صلى الله عليه وسلم _ ليراجعنه ، وتهجره إحداهن إلى الليل ) .
وكان إذا دخل على أهله ليلاً سلم تسليماً لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان .
وكره أن يفاجئ الرجل زوجته إذا عاد من السفر فجأة .. بل يبعث لها من يبلغـها بوصوله .
دخل أبو بكر عليه وهو مغطَّى بثوبه ، وفتاتان تضربان بالدف أمام عائشة فاستنكر ذلك ، فرفع النبي الغطاء عن وجهه وقال : دعهما يا أبا بكر ، فإنها أيام عيد .
واتكأت عائشة على كتفه تتفرج على لعب الحبشة بالحراب في مسجد رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ حتى سئمت .
وهو القائل صلى الله عليه وسلم : [ من عال جاريتـين جاء يوم القيـامة أنا وهو كهاتين ] وضم أصابعه أي متساويين أو متجاورين .
رفض أن يعزل إلا بموافقة المرأة ، فليس من حق الرجل أن يتخذ هذا القرار بمفرده، ولا له أن يتصـور المرأة مجرد أداة لإشباع رغبته الجنسية ، وليس ثمّة إهانة لامرأة أكبر من رجل لا يريدها أن تحمل منه وهي تريد .
- و قال :[ الدنيا متاع .. وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ] وقال : [ إن أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي اإليه ثم ينشر سرها] .
سألت السيدة عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر، يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه. رواه الإمام أحمد
سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله. رواه البخاري
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث. رواه البخاري
غضبت عائشة ذات مرة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبو عبيدة بن الجراح؟ فقالت: لا.. هذا رجل لن يحكم عليك لي، قال: هل ترضين بعمر؟ قالت: لا.. أنا أخاف من عمر.. قال: هل ترضين بأبي بكر (أبيها)؟ قالت: نعم!!
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفـها وقال: [اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها، وأعذها من الفتن].
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
وصيته صلى الله عليه وسلم بالنساء
روى الحاكم عن سمرة (رضي الله عنه) رفعه : " خلقت المرأة من ضلع، فإن تقمها تكسرها فدارها تعش بها " على شرط الشيخين
قال الحافظ في الفتح: " وفي الحديث الندب على المداراة ( أي المجاملة والملاينة ) لاستمالة النفوس وتأليف القلوب، وفيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن".
يحرم إفشاء سرها
عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " إن من أشد الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امراته وتفضي إليه ثم ينشر سرها "رواه مسلم
قال النووي: " في هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل أو نحوه، فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة.
عدم الطرق عليهن ليلا إذا أطال المغيب
وعلى الزوج إذا كان في سفر أو غيره وأراد العودة فلا يطرق على اهله بالليل وعليه أن يخبرهن بوقت قدومه لما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا " رواه البخاري
سبب النهي: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : " كي تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة " رواه البخاري
والمراد من الحديث أي تنظف شعرها وتمشطه وتتزين وتحلق العانة وغير ذلك.
ومن قدم ليلا، فيمكنه حينئذ أن يخبر أهله بميعاد وصوله ليلا حتى تكون على استعداد لقدومه، وبذلك يزول السبب الذي من أجله ورد النهي.
المعاشرة بالمعروف
قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: { وعّاشٌرٍوهٍنَّ بٌالًمّعًرٍوفٌ } النساء - 19
أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم ، كما تحب ذلك منها فافعل انت بها مثله كما قال تعالى { وّلّهٍنَّ مٌثًلٍ الَّذٌي عّلّيًهٌنَّ بٌالًمّعًرٍوفٌ } البقرة - 228
أ- ومن المعاشرة بالمعروف أن يتصنع لها كما تتصنع له :
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: " إني لأحب أن أتزين لأمرأتي كما أحب أن تتزين لي ". الجامع لأحكام القرآن ( أي زينة في غير مأثم )
ب - ومن المعاشرة بالمعروف حسن الخلق معها :
فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم " رواه الترمذي حسنه الألباني.
وقال الحسن البصري: " حقيقة حسن الخلق بذل المعروف وكف الأذى وطلاقة الوجه ".
وقال الباجي: " وتحسين الخلق أن يظهر منه لمن يجالسه أو يرد عليه البشر والحلم والإشفاق والصبر على التعليم والتودد إلى الصغير والكبير ".
تعليمها أمور دينها
قال علي (رضي الله عنه) في قوله تعالى: { يّا أّيٍَهّا ?َّذٌينّ آمّنٍوا قٍوا أّنفٍسّكٍمً وّأّهًلٌيكٍمً نّارْا } التحريم - 6
" أي علموا أنفسكم وأهليكم الخير، وأدبوهم ".
لا يأمرها بمعصية ولا تطيعه في معصية
قال ابن حجر: " فلو دعاها الزوج إلى معصية فعليها أن تمتنع فإن أجبرها على ذلك كان الإثم عليه". فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ولا تمنعوها المساجد
عن سالم عن أبيه رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) : " إذا استأذنت المرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها " رواه البخاري
قال الكرماني: " وذلك إذا أمن الفتنة ".
أن يغار إذا انتهكت محارم الله ويحافظ على زوجته من ذلك
إن من حب الرجل لزوجته أن يغار عليها ويحفظها من كل ما يلم بها من أذى في نظرة أو كلمة، وليست الغيرة تعني سوء الظن بالمرأة والتفتيش وراءها دون ريبة.
فعن علي (رضي الله عنه) قال: " بلغني أن نسائكم يزاحمن العلوج في الأسواق، ألا تستحون؟ ألا تغارون؟ يترك أحدكم امرأته تخرج بين الرجال ". المغني
يكره ضربها كالعبد
فعن عبد الله بن زمعة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم ". رواه البخاري
الوفاء لها بعد موتها
لقد ضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المثل الأعلى في الوفاء للزوجة بعد موتها، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " ما غِرْتُ على نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا على خديجة إني لم أدركها، وقالت: كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) إذا ذبح الشاة فيقول : " أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة " قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إني قد رزقت حبها " رواه مسلم