أن كنت شخصاً فرافقني...
وأن كنت شمساً فلا تغيب عني...
وأن كنت قمراً فبقى دوماً مضاءً في سمائي...أيها الصبر ...
أعرف أنك مللتني وأنك تود فراقي
لكني أرجوك ..
بعيون أرهقها السهر
وبقلب أتعبه الشوق ..
أن تبقى معي ...
أن تكمل مشوارك إلى النهاية ولا تدعني وحدي ...
أرجوك ..
أن تمزق معي أوراق الحزن ..
أن ترافقني حتى وأن طال مشواري.. رافقني ...
ولا تدع الخوف يفترس أحلامي ..
والملل يثني أمالي ...
واليأس يقلل من عزمي .. أرجوك ..أيها الصبر ...
أبقى معي .. وأن قررت الرحيل فخذ معك ..
قلبي ..
أحلامي..
عمري ..
وحياتي..
خذها معك .. ودعني فارغآ ..
ميت الشعور ومنسيآ.. أرجوك قبل الرحيل ..
أقتل مني أجزائهآ المنتشرة في جسمي ..
وأنتزع مني أنفاسهآ الذائبة في دمي ..
وأغرس في قلبي .. سكين الفراق ..
لربما استطعت بذلك نسياني ..أيها الصبر ...لم يبقى معي غيرك ..ولن يبقى لي سواك
من يسليني ويحاورني ويجمل أيامي ..
فأن رحلت ماذا سأفعل ..
كيف سأواصل السير في طريق الشوك وحدي..
كيف ستمضي أيامي الطويلة بدونك ..أيها الصبر ...
لم يبقى غير أن أقبل يداك ..
غير أن أكون لك كبش فداء..
لتفعل بى ماتريد ..
فآرحمني ..
وآصبر معي ... شهوراً أخرى وربما سنين ..
إلى أن تنتهي صفحات حياتي ..
عندها .. غادر ..
ولتغادر معك كل أوراق الماضي ..
تدفعها بعيداً رياح السعادة .. إلى خارج حدودي..
ومن هنا .. إلى هذا الحلم الرائع..
أبقى معي .. وصاحبني معاً نقتل الساعات..
ونغتال الأيام ..
معاً أيها الصبر .. نخدر الأشواق المتهيجة ..
فتصبرني وأصبرك .. وكلانا ينظر لغدً بأنه النهاية ..
لقد مضى الكثير ..
ولم يبقى غير القليل .. القليل من الحزن والألم ..
أيها الصبر ..
قليلاً أيضاً من الدموع ..
فلننتظر .. ولنصبر ...
ولربما استطاعت النهاية أن تمحي من ذاكرتنا ..
العذاب والألم ..
منقول