بالصور والمستندات.. السجائر المهربة مسرطنة وتؤثر على الجهاز العصبى
حصلت "اليوم السابع" على صورة رسمية من خطاب رئيس المركز القومى للبحوث بالدقى، والذى جاء فيه أن المعمل الخاص للمركز القومى أرسل عينات السجائر المهربة والممثلة والمتواجدة بالأسواق المصرية المحلية، إلى المعامل المختصة، والتى أفادت فى تقريرها بأن أنواع السجائر المضبوطة تؤثر بالسلب على تلف الحمض النووى للإنسان "DNA".
وأكد الخطاب أن الأعراض الجانبية منها حدوث طفرات ينتج عنها عدم انتظام وانقسام الخلايا وتكوين الأورام السرطانية فى أنسجة الإنسان، كما تم التعرف على مركب آخر وجد له تأثير ضار، على سلوك الجهاز العصبى للإنسان، وقد جاء نتيجة تحليل عينات السجائر المحلية وجد أنها غيرمدرجة ضمن المركبات المسرطنة طبقا لما جاء فى الدراسات التى تمت فى الوكالة الدولية لبحوث السرطان بفرنسا" IARC " أن تهريب السجائر مجهولة المصدر تساهم وبشكل ملحوظ فى انهيار الاقتصاد القومى للبلاد، نظرا لأن الشركة الشرقية للدخان هى ثان أكبر دخل لموارد الدولة بعد هيئة قناة السويس.
أكد ممدوح محمد عبد العزيز مدير عام التسويق بالشركة الشرقية للدخان، أنه فى الأونة الأخيرة إنتشرت ظاهرت تهريب السجائر المسرطنة مجهولة المصدر، وتداول أكثر من 130 صنفا من هذه الأنواع بالسوق المصرى وتباع بأثمان بخسة، وسعرها يتراوح مابين 1 جنيه إلى 5 جنيهات للعلبة مما ساهم وبشكل ملحوظ لإقبال قطاع عريض من الناس على شرائها، وبالتالى كان له الأثر السلبى على سوق السجائر المصرية.
وأضاف عبد العزيز بأن 75% من دخل الشركة الشرقية للدخان يورد لخزينة الدولة، والـ "25 % " المتبقية، تصرف على رواتب 14 ألف عامل بالشركة ومصاريف خاصة بالشركة.
وأكد عبد العزيز أن الشركة الشرقية للدخان قامت بتوريد 16 مليار جنيه مصرى لخزينة الدولة العام الماضى، وقد ساهمت هذه الكارثة على حد قوله فى خسارة الشركة 5 مليار جنية مصرى هذا العام مما سوف يؤثر بالسلب على الدخل القومى للدولة.
وقال عمرو إسماعيل مسئول التهريب بإحدى الشركات العالمية للسجائر، أن قضية تهريب السجائر المسرطنة لها أضرار عديده أهمها أنها تعجل وبشكل ملحوظ من إصابة المدخن بأمراض الفشل الكلوى والسرطان وبالتالى ئوثر على الصحة العامة للمواطن المصرى.
وتابع: كما أنها تساهم فى ارتفاع معدل الجريمة عن طريق مشاركة المهربين فى نقل تلك الأنواع الرديئة من السجائر من خارج البلاد إلى المياه الإقليمية بالبحر المتوسط أو عن طريق ليبيا عبر المنافذ البرية بالسلوم، وبالتالى لم يكتفى المهرب أثناء قيامه بعملية التهريب بالسجائر فقط بل يقوم بتهريب كميات هائلة من السلاح والمخدرات.
كما كشف مصدر أمنى رفيع المستوى عن معلومات هامة جدا بخصوص مافيا تهريب السجائر المسرطنة بمصر.
أكد المصدر فى تصريحات خاصة لـ " اليوم السابع " أن التبغ الذى يتم تصنيع عبوات السجائر المستوردة منه متوفر بمنطقة جبل على بالإمارات، حى تقوم مافيا تجارة السجائر، بشراء التبغ من دولة الإمارات، ثم بعد ذلك تقوم بنقلة لدولة اليونان لتصنيعة سجائر، نظرا لأن شركات صناعة السجائر باليونان تمتلكها أشخاص وهى شركات حرة وليست حكومية، فمن السهل التعاقد معها على تقليد اسم وشكل وحجم عبوات السجائرمن الماركات العالمية دون رقيب وبأثمان بخسة.
وتابع: ثم بعد ذلك يقوم التاجر بنقل السجائر عن طريق ليبيا، لأن ليبيا لا تفرض رسوم جمركية على السجائر، وفى ليبيا يتم الاتفاق مع عصابات التهريب الليبية، لتقوم بتهريب البضاعة عن طريقى البحر الأبيض المتوسط، أو منفذ السلوم. حيث يقوم المهربون بتهريب الكميات الهائلة من السجائر عن طريق استخدام مراكب صغيرة أو سفن عملاقة، تقوم بتحميل السجائر من ليبيا لنقلها إلى داخل المياه الإقليمية المصرية، وفى حالة كشف أمرها وقيام قوات خفر السواحل وحرس الحدود بمحاولة إلقاء القبض عليهم، يتم إلقاء كراتين السجائر والتى قد تم تكيسها مسبقا بأكياس تقاوم المياه، فى مياه البحر المتوسط، بعد ربط مجموعة من الكراتين ببعضها بحبل. ثم يأتى بعد ذلك دور المهربين المصريين الذين يقومون بعملية استلام البضاعة المهربة داخل المياه الإقليمية المصرية عن طريق مراكب صيد وهمية أو إلتقاتها من على مياه الشاطىء بعد أن يقذفها التيار على البر.
وأضاف المصدر أنه فى حالة ضبط أحد أفراد مافيا تجار السجائر بمصر يتم تغريمة مبالغ باهظة لارتكابه جريمة التهرب من الجمارك، حيث إن رسوم جمرك كرتونة السجائر الواحدة هو 7000 جنية مصرى وفى حالة التهرب يتم مضاعفة المبلغ وتعليقا على واقعة ضبط 30 مليون علبة سجائر مهربة بمدينة كفر الدوار ويشتبه فى كونها مسرطنة، وأضاف " أنه تم أخذ عينة من شحنة سجاير من نفس الأنواع والتى تم ضبطها منذ أيام عديدة، وبعرضها على المعامل الكيماوية بالإسكندرية، أفاد تقرير المعامل الكيماوية، بأنها مسرطنة وغير صالحة للاستخدام الأدمى ومصنعة من مخلفات تبغ ومواد صناعية شبيهه للتبغ.
هذا وقد عمت حالة من الخوف والذعر على أغلب أبناء محافظة البحيرة، من المدخنين، خاصة بعد قيام رجال مباحث التموين بالبحيرة، أمس الأول بضبط 30 مليون علبة سجائر مهربة عن طريق مياه البحر المتوسط، ويشتبه فى كونها مسرطنة، ومازال الغموض يسيطر على الوضع الحالى لتلك القضية، ولم تحدد بعد كيفية آلية تعامل الأجهزة الأمنية والسيادية، مع تلك الواقعة، نظرا لأن القضية لها بعد أمن قومى.
وفى حوار خاص لـ"اليوم السابع" مع مدخنى السجائر المسرطنة بالبحيرة " قال مجدى صبرى " مدير عام مكتب محافظ البحيرة، إنه من المدخنين ومنذ أن شاهد خبر ضبط هذه الكمية الهائلة من السجائر المشتبة فى كونها مسرطنة فقرر الإقلاع عن التدخين علما بأنه مقتنع بأن السجائر مضره ولكن هذه الشحنة المشتبة فى كونها مسرطنة أصابته بالزعر والخوف وقرر الإقلاع نهائى عن تلك العادة السيئة.
وطالب ناصر عبد اللطيف من أبناء دمنهور وأحد المدخنين لتلك الأنواع من السجائر المهربة، بإحكام الرقابة على تجار التجزئة التى تسربت إليها كميات هائلة من تلك السجائر، مضيفا أنه تلاحظ وبشدة انتشار هذه الأنواع الرديئة من السجائر على أرصفة المحلات وفى القطارات، نظرا لرخص ثمنها.
وقال كريم قرعش " من أبناء مدينة إيتاى البارود " أنه لابد من سرعة التحقق من حقيقة سرطنة تلك الأنواع من السجائر المهربة، خشية حدوث بلبلة بين المواطنين فى مصر.