السجن 15 سنة لهشام طلعت و28 للسكرى
القاهرة ـ من خالد أبوالعز:
فى حكم مفاجئ، فى واحدة من أكثر القضايا التى شغلت الرأى العام، وهى قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بمعاقبة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المتهم الثانى فى القضية بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً.
كما قضت بالسجن المؤبد25 سنة علي المتهم الأول محسن منير السكري ضابط أمن الدولة السابق، الذي نفذ جريمة قتل المطربة في28 يوليو2008 في دبي. كما قضت المحكمة بمعاقبة السكري بالسجن لمدة ثلاث سنوات أخري, عما أسند إليه من تهم أخري, وهي إحراز سلاح وذخيرة, ومصادرة مبلغ مليون دولار ضبطت بمسكن السكري, وكذلك السلاح والذخيرة.
وقد صدر الحكم الذي جاء صداه أشبه بالزلزال داخل قاعة محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس, بعد أن اكتفت المحكمة بالمرافعات السابقة, وقررت إصدار الحكم في سابقة تعد الأولي من نوعها في تاريخ القضاء المصري, وبعد أن أبدي دفاع المتهمين تمسكه بدفاعه وطلباته التي كان قد سجلها أمام المحكمة في المحاكمة الأولي, لتعلن المحكمة حكمها المفاجئ وغير المتوقع, الذي خفف الحكم السابق بالإعدام شنقا إلي السجن المؤبد والمشدد للمتهمين بعد إعادة المحاكمة. وأكد رئيس المحكمة المستشار عادل عبدالسلام جمعة أن المحكمة استخدمت الرأفة مع المتهمين عملا بنص المادة17 من قانون الإجراءات الجنائية نظرا لتنازل أسرة المجني عليها عن الدعوي المدنية وإرسالها صورة رسمية من هذا التنازل.
كما قضت المحكمة بإحالة الدعوي المدنية المقامة من عبدالستار تميم والد القتيلة, وكذلك شقيقها خليل ووالدتها ثريا ظريف إلي المحكمة المختصة للفصل فيها, ورفض الدعويين المدنيتين المقامتين من المدعين بالحق المدني اللبناني عادل معتوق, والعراقي رياض العزاوي, اللذين قدما مستندات خلال المحاكمة يؤكد كل منهما فيها أن القتيلة كانت زوجته بلا منازل حتي وفاتها.
وما إن أعلن رئيس المحكمة حكمه المتقدم حتي اختلطت الهتافات بالدعوات والدموع, بينما أصيب المتهمان والمحامون بحالة من الصمت والذهول من هول المفاجأة, التي لم يكن يتوقعها أحد, خاصة أن الدفاع كان قد بدأ منذ يومين فقط في إبداء طلباته ودفوعه في قضية الموسم التي يحلو للكثير وصفها بأنها قضية العشق والدم. وكانت المحكمة قد استمعت لمرافعة النيابة العامة صباح الأحد الماضي, التي طالبت بالإعدام شنقا ضد هشام طلعت مصطفي ومحسن السكري, وتقدم الدفاع بـ14 طلبا منها انتقال المحكمة إلي دبي.
وصباح أمس كان موعد سماع شهود الإثبات, وبعدها سماع مرافعة الدفاع عن المتهمين. وقد استمعت المحكمة إلي شهادة الدكتورة هبة العراقي مديرة الطب الشرعي التي قامت بتحليل حمض دي.إن.إيهD.N.A ثم استمعت المحكمة إلي شهادة الدكتور علي محمد كمال المسيري الأستاذ المتفرغ بجامعة عين شمس, الذي قدم تقريرا للطب الشرعي عن المتهم هشام طلعت مصطفي يشكك في تقرير فريدة الشمالي كبيرة الأطباء الشرعيين بدبي.وبعدها تم رفع الجلسة للمداولة, حيث توقع الجميع أن تخرج هيئة المحكمة لاستئناف سماع مرافعة الدفاع عن المتهمين, ولكنها فاجأت الجميع عندما صاح الحاجب: محكمة.. ووقف الجميع في صمت ثم جلسوا, وقبل أن يتقدم فريق الدفاع عن هشام إلي منصة العدالة, تلا رئيس المحكمة المستشار عادل عبدالسلام جمعة منطوق الحكم بعضوية المستشار محمد حماد, والدكتور أسامة جامع, وبحضور المستشارين مصطفي سليمان المحامي العام الأول, ومصطفي خاطر المحامي العام. وكان وقع الحكم علي الجميع كالصاعقة, فحدث هرج وهمهمات وهتافات وصراخ وعويل ما بين غير مصدق ومندهش مما حدث, حيث عقدت المفاجأة والدهشة ألسنة الحاضرين. بينما علق ممثلا النيابة بعد الحكم قائلين: عندما تكون العقوبة المقررة هي الإعدام أو المؤبد, فإنه يجوز للمحكمة أن تستخدم التخفيف وتكتفي بالمرافعات التي أبداها الدفاع في المحاكمة السابقة. وقد شهدت جلسة التعاملات بالبورصة المصرية أمس ارتفاعا قياسيا وغير مسبوق لأسهم مجموعة طلعت مصطفي, حيث بلغ7,26 جنيه بنسبة6%.