ألخطوبه والزواج
حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الصَّرْصَرِيُّ، ثنا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ فِي دَارِهِ، فَرَأَى جَارِيَةً مِنَ الْأَنْصَارِ فَطَرَدَهَا بِبَصَرِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: رَحِمَكَ اللهُ، تَنْظُرُ هَذَا النَّظَرَ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا قَذَفَ اللهُ فِي قَلْبِ الرَّجُلِ خِطْبَةَ الْمَرْأَةِ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا " وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ فَخَالَفَ الْجَمَاعَةَ فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ
فَصْلٌ ( وَيُبَاحُ ) لِمَنْ أَرَادَ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ وَغَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ إجَابَتُهُ ، نَظَرَ مَا يَظْهَرُ غَالِبًا جَزَمَ بِهِ فِي " الْهِدَايَةِ " وَ " الْمَذْهَبِ " وَ " الْمُسْتَوْعِبِ " وَ " الْخُلَاصَةِ " وَ " الْكَافِي " وَ " الرِّعَايَتَيْنِ " وَ " الْحَاوِي الصَّغِيرِ " وَ " الْفَائِقِ " وَغَيْرِهِمْ ( وَلَا يُسَنُّ ) النَّظَرُ ( خِلَافًا لَهُ ) أَيْ : لِصَاحِبِ " الْإِقْنَاعِ " حَيْثُ جَعَلَهُ مَنْسُوبًا .
قَالَ فِي " الْإِنْصَافِ " وَيَجُوزُ لِمَنْ أَرَادَ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ النَّظَرُ .
هَذَا الْمَذْهَبُ ، وَذَلِكَ لِوُرُودِ الْأَمْرِ بِالنَّظَرِ بَعْدَ الْحَظْرِ .
رَوَى { الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُنْظُرْ إلَيْهَا ، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا } رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا أَبَا دَاوُد .
قَالَ فِي " النِّهَايَةِ " يُقَالُ : آدَمَ اللَّهُ بَيْنَكُمَا يَأْدَمُ أُدْمًا بِالسُّكُونِ .
أَيْ : أَلَّفَ وَوَفَّقَ ( لِمَنْ أَرَادَ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ ) بِكَسْرِ الْخَاءِ ( وَغَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ إجَابَتُهُ نَظَرَ مَا يَظْهَرُ ) مِنْهَا ( غَالِبًا كَوَجْهٍ وَرَقَبَةٍ وَيَدٍ وَقَدَمٍ ) لِحَدِيثِ : { إذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَقَدَرَ أَنْ يَرَى مِنْهَا بَعْضَ مَا يَدْعُوهُ إلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ } رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد .
وَقَوْلُهُ : { إذَا أَلْقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إلَيْهَا } رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ .
( وَيُكَرِّرُهُ ) أَيْ النَّظَرَ ( وَيَتَأَمَّلُ الْمَحَاسِنَ بِلَا إذْنٍ ) مِنْ الْمَرْأَةِ ، وَلَعَلَّ عَدَمَ الْإِذْنِ أَوْلَى ؛ لِحَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا إلَى مَا يَدْعُوهُ إلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ قَالَ : فَخَطَبْت جَارِيَةً مِنْ بَنِي سَلَمَةَ ، فَكُنْت أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى رَأَيْت مِنْهَا بَعْضَ مَا دَعَانِي إلَى نِكَاحِهَا } .
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد ( إنْ أَمِنَ ) مُرِيدُ خِطْبَةِ الْمَرْأَةِ