يعتبر البلح بالنسبة لمحافظة الوادي الجديد محصولاً رئيسياً يعتمد عليه أهالي المحافظة، ولا نبالغ إذا قلنا إنه أهم عندهم من رغيف الخبز وتمتلك الوادي الجديد مليونا و356 ألفا و212 نخلة تنتج بلحاً من النوع السيوي الصعيدي،
بالإضافة لأصناف أخري لا تقل أهمية عن النوع الرئيسي الذي يسمي «نصف الجاف» فيتم تصدير جزء منه للخارج، فيما يمثل النخيل أهمية خاصة لأبناء المحافظة كونه مصدر رزق معظم السكان، بينما تعتبر سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل بالوادي الجديد وكثير من محافظات مصر.
كان انتشار مرض إيدز النخيل في مزارع محافظة الوادي الجديد عام 2005 قد أدى إلى حالة من الخوف بين المزارعين. فتم اكتشاف أول إصابة بالمحافظة في بداية العام بمركز الفرافرة ثم ظهرت بالخارجة فى أكتوبر 8002. وسوس النخيل الأحمر وباء يصيب جذوع النخل ويظل ينخر فيه بقسوة وعنف حتي يقضي عليه نهائيا، أما البعض فيطلق عليه «إيدز النخيل».
وصفى بخيت فهيم «مهندس زراعى» أكد ان هذه الآفة تدمر زراعات النخيل فكل شجرة مصابة تنقل العدوي إلي ست أو سبع شجرات مجاورة لها، وطالب المزارعين بابلاغ الجهات المختصة فور ملاحظة أية تغييرات في أشجار النخيل أو وجود إصابة حتي يتم إعدامها لإنقاذ مئات المساحات المزروعة بالنخيل من الدمار، كما وجه المزارعين للاهتمام بالنخيل وتعفيره بالكبريت الزراعى والرش الوقائى بالتزبان بعد عملية التقليم مباشرة للوقاية من السوسة لافتاً الي توافر المبيدات الوقائية بمديرية الزراعة.
وأشار المهندس سيد عطية مدير عام القطاع الزراعى بالمحافظة إلى أن ما تم اعدامه من النخيل من عام 2005 حتى الآن 936 نخلة بمركزى الخارجة والفرافرة أما باقي مراكز المحافظة فلا توجد بها أية إصابة. وأوضح ان مديرية الزراعة فرضت حجراً زراعياً بمداخل المحافظة بمنطقتي «بغداد» و«تنيدة»، فضلاً عن حظر نقل أية فسائل للنخيل أو أشجار زينة بالاضافة الي عزل المناطق المصابة عن غيرها وفرض حجر زراعي داخلي بين مراكز المحافظة المختلفة لحظر دخول أو خروج النخل او مخلفاته من مركز الي مركز للحد من انتشار الحشرة.. ومحاصرتها ومقاومتها كما تم تنظيم 250 ندوة للتوعية بمخاطر سوسة النخيل.
واضاف «عطية» أن القطاع الزراعى بالوادى الجديد يدرس حالياً تعميم تجربة مكافحة مرض سوسة النخيل الفتاك، والذى يعرف بـ(إيدز النخيل) باستخدام تقنية حديثة تعتمد على إطلاق شحنات كهربائية وذبذبات مغناطيسية من جهاز خاص يتسبب فى قتل الحشرة فى كافة أطوار نموها، فيتم توصيل مولد كهرباء بجذع النخلة ليقتل سوسة النخيل دون حدوث أية أضرار لأنسجته. وأكد أن باحثين متخصصين بإحدى الجمعيات الاهلية جربوا تلك التقنية وأن التجربة سيتم تعميمها في كافة الأماكن التي ظهرت بها الإصابة بسوسة النخيل للقضاء نهائيا عليها مؤكدا أن هذه الطريقة بالغة الأهمية وآمنة فى تطبيقها لأنها توفر الكثير من الوقت والجهد الذى يتم إهداره فى الرش والمعالجة.