بقلمي اكتب ما بــدا وبناني *** واخطه بمشاعري وجناني
انا سؤال الشعر للدمع الذي *** منــي تهــطل للــبيان
يا دمعِ مالك ما فتئتَ تعلني *** همـل القريـحة والكيان
هذي المدمع ما برحتَ تصبها *** جـماً وتـردفهـا الـبنان
انا لا ازالُ وبالمدامع شـاعراً *** عند الخطوبِ وانسجها معان
الشعر موصوفي وكل سجيتي *** اراني في مرءاته ملئ المكان
بالروح احيا والمشاعرُ دابها *** لا ريـب انسانٌ بـها انسان
انا رسـول الشعر للدمع لما *** اضـرمتني بغزيرك النيران
اومـا كـفاك عليَّ بوحٌ للدنا *** وتـبثه بصـبابة الولـهان
انا رسول الشعر للدمع لـما *** اغرورقت منك العيون القاني
ساظلُ اكـتبُ يادموعي تمهلي *** فالشـعر بـاقٍ نـجمه بعنانِ
ساظلُ كالطـير الشقي ببوحه *** فالطير تشدوا بصدحه الحاني
فحفيفُ اقلامـي يفتشُ مهجتي *** فيراني فيها شـاديَ الاغصان
وهديرُ نبضاتي يعـطشُ وجنتي *** لهُ ترتوي مـن مـقلةِ الولهانِ
تلك المـشاعرُ مابرحتُ ابثها *** بدفاتري بدفاتري عنــواني
فعلى الحفيفِ وبالهدير تنهدي *** ومـفندي بوحـاً به اشجاني
يا شعرُ امضي لا تخاطب ادموعي *** وذر المـدامع بثـها الـحاني
ياشعرُ كفكف ماتراه بادمعي *** سهل لكـفك اوبـدا رنان
صغه ان شئتً اليك محابرٌ *** وتنهدي قلماً اعرك بناني
واكتب بـه للاحـقين طويتي *** وحقيقتي ومشاعري وايماني
انا لستُ الا شـاعراً ومـشاعري *** بدفاتري موصوفها وعبر لساني
لكنها تثني الصلاب حمولها *** ونعوتها بحراً بلا شطئانِ
تلك المشاعر لا تروم لسارد *** الا بـحارٌ مالهـا قـيعان
يحيي اللذاذة في الكلام نديمه *** عند المواقف من لها يقظان
وكانه علمٌ بدنيانا الـتي *** بحياته تحلو بها الاركان
الحيُ عندي من اراه بحسه *** حـيٌ وتطربه المـعاني
فالموتُ يقطعُ كل حـي غيره *** وهو الذي تحيا به الاوزان
يا قارئً تلك الحروف الا ترى *** ان القصيدةُ شـانها الامعان
الناسُ صـنفانِ فاقـفـو علمهـم *** لا يستوي حيٌ وميتُ بينهم شتان
انا راينا في مليح كلامنا ***حياتنا تمضي بلااضغان
اما المدامع للكلام نبثها *** عند المواقف لو تزنه معان