يمكنك القيام ببعض الأمور لتهدئة الطفل الباكي. لا تنفع كل الأساليب مع جميع الأطفال، لذا عليك التعرّف على شخصية طفلك بالتدريج لاكتشاف ما ينفع معه ومعك أنت أيضاً.
لفّي طفلك جيداً واحتضنيه بقوة
عادة، يستمتع حديثو الولادة بإحساس الاحتضان الدافئ وما يتبعه من أمان، تماماً مثلما كان داخل الرحم، لذا ينبغي أن تجربي لفّ طفلك بملاءة لتري إذا كان يعجبه ذلك. يجد بعض الأهل أن حمل طفلهم قريباً منهم كي يسمع دقات قلبهم يمنحه شعوراً بالأمان، ووضع الطفل داخل الحمّالة المخصّصة لذلك يؤدي المهمة ذاتها. في حين يجد بعض الأطفال في اللفّ تقييداً ويستجيبون بوسائل أخرى مثل الهزّ والاحتضان.
حاولي إيجاد إيقاع منتظم
لقد اعتاد طفلك داخل الرحم على سماع الإيقاع المنتظم لدقات قلبك، وهذا أحد أسباب تفضيل العديد من الأطفال حملهم عن قرب. كما تعطي الأصوات المنتظمة والمتكرّرة أيضاً تأثيراً مهدئاً. يمكنك أن تجربي إسماعه القرآن أو الموسيقى الهادئة أو الغناء له. بالإضافة إلى ذلك، يرى العديد من الأهل أن طفلهم قد ينام على الصوت الرتيب في الإيقاع المنتظم لغسالة الملابس أو المكنسة الكهربائية أو مجفف الشعر. (لا تجربي أبداً وضع طفلك فوق الغسالة الكهربائية أو مجفف الملابس، ضعيه دائماً إلى جانبهما على الأرض).
هزّي طفلك
يعشق معظم الأطفال الهزّ برفق، وربما يهدأ طفلك بهذه الطريقة أيضاً، سواء أحملته ومشيت به أو جلست معه في كرسي هزاز. يمكن أيضاً استعمال الأرجوحة المخصصة للأطفال والتي تنفع مع البعض منهم، لكن يهدأ البعض الآخر بالحركة ذات الإيقاع الأسرع فينامون عند ركوب السيارة.
دلّكي طفلك
في بعض الحالات، يساعد تدليك (عمل مساج) طفلك أو فرك ظهره أو بطنه في تهدئته. لو كان طفلك يعاني من الغازات، جربي إرضاعه بوضعية مائلة إلى الأعلى وحاولي أن تدفعيه إلى التجشؤ بحمله على كتفك. أحياناً، يهدأ الأطفال الذين يعانون من المغص بتدليك بطنهم، ومن المحتمل أن تشعري بأنك أفضل وأنت تحاولين القيام بشيء يساعد طفلك على الراحة من المشكلة التي تضايقه.
دعيه يمصّ شيئاً
قد تكون الحاجة إلى المصّ ملحّة عند بعض الأطفال حديثي الولادة، فنجد أن مصّ لعبة أو إصبع أو إبهام (نظيف) يمنحه الكثير من الراحة. إن عملية "المصّ الباعث على الراحة" قد ينظم دقات قلب الطفل، ويريح معدته ويساهم في تهدئته.
لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها
لا يلحق الطفل، الذي يبكي تقريباً بشكل دائم، ضرراً مستديماً بنفسه، لكن قد يتسبّب في خلق جو من التوتر والحيرة لدي أبويه. إذا بدا طفلك غير سعيد بوجوده في هذه الحياة ويظهر أنه يقاوم كل المحاولات لإسعاده أو تهدئته، فمن الصعب أن تمنعي نفسك من الإحساس بالرفض والإحباط. يلوم بعض الأهل أنفسهم ويشعرون أن السبب وراء بكاء الطفل هو عدم أهليتهم وكفاءتهم كوالدين، وقلّما يكون هذا هو السبب الحقيقي. إذا كنت واثقة من تلبية جميع احتياجات طفلك، ولا مبرر لما يزعجه جسدياً فيقوده إلى نوبة البكاء، وإذا جربت كل ما يخطر على البال لتهدئته ولم تفلحي في ذلك، فقد حان الوقت للاعتناء بنفسك حتى لا تشعري تفيض بك المشاعر وتزيد عن حدها. فيما يلي بعض الاقتراحات:
• خذي نفساً عميقاً.
• ضعي طفلك في مكان ما ودعيه يبكي لفترة بعيداً عن مسامعك.
• استمعي إلى الموسيقى الهادئة لو كان ذلك يساعدك واسترخي مدة عشرة دقائق.
• اتصلي بإحدى صديقاتك أو قريباتك واحصلي على الدعم النفسي اللازم. امنحي نفسك فترة راحة واتركي شخصاً آخر مثل زوجك أو المربية يتولّى أمر الطفل لفترة.
• تذكري أن ليس هناك ما يسوء وأن البكاء في حدّ ذاته لن يصيب صغيرك بأي ضرر. يفيد في بعض الأحيان تقبّل حقيقة أن طفلك من النوع الباكي فلا ترهقين نفسك في البحث عن أسباب بكائه. كما يساعدك في ألا تلومي نفسك على بكائه، ويمنعك من تقديم علاجات جديدة لا حصر لها والتي لن تنفعه في شيء.
• لا تنسي أنها مجرد مرحلة سرعان ما تنتهي .
أن تكوني أمّاً لمولود جديد هو عمل شاق. أما أن تكوني أمّاً لمولود جديد كثير البكاء، فهذا قطعاً عمل يحمل مشقة أكبر. احصلي على المساعدة والدعم عندما تحتاجين إليهما، بدلاً من ترك زمام الأمور تفلت من يديك. اعلمي أن كل يوم يمر، ينمو خلاله طفلك ويتعلّم طرقاً جديدة للتواصل معك والتعبير عن احتياجاته. لذلك، ستجدين أنه سيتوقف عن البكاء بالتدريج