اجتاحت المظاهرات، ظهر اليوم الثلاثاء، محافظات مصر كافة استجابة لدعوى قوى سياسية معارضة ونشطاء بالتظاهر اليوم الذي يوافق الاحتفال بـ"عيد الشرطة".
وكانت الشرطة المصرية شددت، صباح اليوم الثلاثاء، إجراءات الأمن في شوارع وسط القاهرة، حيث أغلقت المناطق المتوقعة لانطلاق المظاهرات في عديد من الأحياء والميادين الرئيسية، بينها شارع جامعة الدول العربية، ومنطقة دوران شبرا شمال القاهرة، وميدان إمبابة بمحافظة الجيزة المتاخمة للقاهرة، وميدان المطرية شرق القاهرة.
وانتشرت منذ الصباح الباكر سيارات الأمن المركزي والسيارات المصفحة وعربات الإطفاء وسيارات الإسعاف في عدد من ميادين وسط القاهرة، ومنها ميادين التحرير وطلعت حرب والعتبة وأمام قصر عابدين الرئاسي، وأغلقت منطقة وسط القاهرة بالحواجز الحديدية وقوات مكافحة الشغب وانتشر رجال الأمن بالزي المدني في معظم شوارع العاصمة.
وشوهدت كلاب بوليسية في ميدان التحرير بصحبة رجال أمن، كما شوهدت سيارات مخصصة لنقل جنود تحمل كلابًا بوليسية في ميادين أخرى بوسط القاهرة.
وتجمع ما يقدر بنحو 20000 متظاهر في ميدان التحرير وسط حصار أمني مكثف، ورددوا شعارات تطالب النظام المصري بالرحيل وتحمله مسؤولية ما وصفوه بـ"تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية"، وردد المتظاهرون هتافات معادية للرئيس المصري محمد حسني مبارك.
وكانت قوات الأمن بدأت في إطلاق الغازات المسيلة للدموع لاحتواء المظاهرة التي بدأت أعداد المشاركين فيها في التزايد بعد أن انضمت إليهم أعداد كبيرة من المتظاهرين القادمين من منطقة "شارع قصر العيني" القريب من وسط المدينة ومنطقة "دوران شبرا" شمال المدينة.
وأضاف شهود عيان أن الشرطة المصرية أطلقت الغازات المسيلة للدموع من أعلى المباني المرتفعة حول ميدان التحرير، بعد أن فشلت في تفريق المتظاهرين باستخدام خراطيم المياه .
وأردف أن هناك عددًا من حالات الاختناق بين المتظاهرين جراء الغاز المسيل للدموع، جرى علاجها في موقع المظاهرة.
في الوقت نفسه، أعلنت "جبهة الدفاع عن متظاهري مصر"، منظمة حقوقية معنية بالدفاع عن المتظاهرين، أن الشرطة اعتقلت ما يقدر بعشرات النشطاء في عدد من المحافظات، وقال عضو الجبهة المحامي أحمد راغب: إن غرفة عمليات الجبهة لم تستطع التأكد من عدد المعتقلين بسبب تسارع وتيرة الاعتقالات، وعدم التمكن من توثيقها.
وقال رغب إنه "حتى الآن استطعنا التأكد من اعتقال وتوقيف نحو 50 ناشطًا، لكن العدد أكبر من ذلك، إضافة إلى عشرات المصابين جراء الاشتباكات مع الشرطة".
ووقعت اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين نجحوا في كسر الحصار الأمني أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة وتوجهوا في مسيرة سلمية إلى ميدان التحرير.
ولم تتمكن قوات الأمن من منع المتظاهرين من إكمال مسيرتهم، واخترق المتظاهرون حواجز الأمن المركزي بالقوة، وتوجهوا من ميدان التحرير إلى شارع القصر العيني.
وقالت حركة "شباب 6 أبريل" المعارضة: إن قوات الأمن بدأت في اعتقال عشرات النشطاء من أعضائها.
وقامت قوات مكافحة الشغب بتطويق المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى الشارع، لكنّ مواطنين يمرون بالشارع هاجموا قوات الشرطة واخترقوا السياج الأمني والتحموا بالمتظاهرين، مما أثار حماس المتظاهرين وردد المواطنون شعار "إحنا الشعب".
ونظم شباب حركات "6 أبريل" و"شباب من أجل التغيير" وحركة "كفاية" المعارضة وجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر مسيرة للمطالبة بالتغيير في مناطق متفرقة بمصر.
ورفع المتظاهرون أعلام مصر ورددوا هتافات معادية لمبارك.
وطالب المتظاهرون برحيل حكومة أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، وتغييرها بالكامل، وهاجموا قيادات الحزب الوطني.
وانتقد المتظاهرون أيضًا حبيب العادلي، وزير الداخلية المصرية، ونددوا بالسياسات "القمعية" لوزارة الداخلية والأمن المصري وطالبوا بتعديل الدستور.
وكانت مصادر أمنية مصرية ذكرت أن خمسة من المتظاهرين أصيبوا، اليوم الثلاثاء، في اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وقالت المصادر: إن الاشتباكات أدت إلى تحرك المتظاهرين من أمام مجمع التحرير، (وهو مبنى إداري حكومي رئيسي في القاهرة)، والانتقال إلى شارع كورنيش النيل أمام مقر الحزب الوطني الحاكم، وهتفوا قائلين: "باطل باطل.. إرحل إرحل"، و"عيش (خبز).. حرية.. كرامة إنسانية" .
وفي الإسماعيلية نجح المئات من المتظاهرين في اختراق الطوق الأمني الذي فرضته عليهم قوات الشرطة، ويقومون الآن بمسيرات في شوارع الإسماعيلية.
وقد ألقت قوات الشرطة القبض على أحد المتظاهرين، فيما فشلت في السيطرة عليهم تمامًا بعد انضمام أعداد كبيرة إليهم.
ووقعت العديد من المناوشات بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين قاموا بدفع المتظاهرين.
وكانت مظاهرات الغضب قد اندلعت بميدان الفردوس بمشاركة ما يقرب من 600 من النشطاء وأحزاب المعارضة وشعب الإسماعيلية وسط حراسة أمنية مشددة منعت تحرك المظاهرة في شوارع الإسماعيلية وحجمت تحركاتها بطوق بشري من الأمن المركزي، فيما فشل رجال الحزب الوطني في إرهاب المواطنين وإقناعهم بعدم المشاركة.
وأقام المتظاهرين صلاة العصر في الشارع.
وردد المشاركون هتافات: "حسني مبارك باطل.. الفخراني باطل. الانتخابات باطل.. الحزب الوطني باطل"، ارحل ارحل يا جمال الشعب المصري جعان". اهتف اهتف علّي الصوت اللي هيهتف مش هيموت".
وحاصرت قوات مكافحة الشغب والأمن المركزي المدعمة بالمصفحات والمدرعات منطقة وسط مدينة الإسماعيلية، ومنعت مرور السيارات بميدان الفردوس والشوارع المحيطة به منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، منعًا لوصول المتظاهرين من الوصول لمكان التظاهر المتاخم لسوق الجمعة، والذي يعد أكبر سوق تجاري بالمنطقة، فيما طوقت الحواجز الحديدية الميدان لمنع انتظار السيارات.
ووزع المتظاهرون بيانًا تم لصقه على جدران الشوارع طالبوا فيه بإقالة حبيب العادلي، وزير الداخلية، وحل مجلسي الشعب والشورى، ووقف تصدير الغاز لإسرائيل.
انطلقت المظاهرات والمسيرات المختلفة في الإسكندرية، والتي يزيد عدد المشاركين فيها بشكل كبير؛ احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، في إطار فعاليات يوم الغضب.
وأمام ديوان عام محافظة الإسكندرية فرضت أجهزة الأمن طوقًا أمنيًّا؛ بعدما تجمع عدد من النشطاء للتظاهر أمامها، مطالبين بحل مجلسي الشعب والشورى، وإلغاء قانون الطوارئ، ورفض محافظ الإسكندرية استقبال وفد النشطاء لتسلم مطالبهم.
وفي منطقة العصافرة بالإسكندرية استمرت مسيرة من شارع جمال عبد الناصر إلى شارع المعهد الديني، مرددين هتافات: "ثورة في تونس وثورة في مصر"، "علّي صوتك بالهتاف مش حنطاطي ومش حنخاف"، "ارفع ارفع في الأسعار بكرة الدنيا تولع نار"، "الإصلاح بقى شيء مطلوب قبل الشعب ما ياكل طوب"، "يا وزراء طفوا التكييف مش لاقيين حتى الرغيف"، "حد أدنى للأجور قبل ما الشعب يثور"، "عايزين علاج كويس عايزين تعليم كويس".
وفشلت فرق الكاراتيه والبلطجية والأجهزة الأمنية في اعتراض المسيرة، إلا أن المتظاهرين استطاعوا التغلب عليهم، وكسروا الحاجز الأمني متجهين إلى مقر الحزب الوطني بمنطقة العصافرة.
واستمرت المظاهرات أمام مسجد هدي الإسلام بسيدي بشر، والتي تضم قرابة 500 متظاهر، وأخرى في ميدان مكة المكرمة بالمندرة القبلية، بمشاركة حوالي 150 فردًا، وأخرى في شارع السوق بمنطقة باكوس ضمت قرابة 200 متظاهر، بالإضافة إلى أخرى في منطقة كرموز أمام كوبري راغب.
على الجانب الآخر، قال شهود عيان: إن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من الشباب أثناء تفريقها المظاهرة الأولى التي اندلعت في بميدان الرصافة بالإسكندرية، مشيرين إلى أنه حتى كتابة هذه السطور لم يتسن لهم معرفة المكان الذي تم نقلهم إليه، أو ما إذا كانت أجهزة الأمن أطلقت سراحهم.
وفي الغربية نظم الآلاف من نشطاء المحافظة وقفتين احتجاجيتين في المحلة، انطلقت أمام حزب الجبهة، وفي طنطا أمام ديوان عام المحافظة؛ احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية وتطالب برحيل النظام الحاكم.
وانطلقت مسيرة طنطا من ديوان المحافظة وسط حصار أمني إلى شارع البحر، ثم إلى شارع طه الحكيم، فيما اعتدى الأمن بعنف على متظاهري المحلة وفرَّق المظاهرة بالقوة.
وردد المتظاهرون هتافات تندد بالنظام الحاكم، وفشله في إدارة البلاد، منها: يسقط يسقط الاستبداد، يا زين قول للريس الطيارة في انتظارك، بالطول وبالعرض هنجيب النظام الحاكم الأرض، تحيا مصر والله أكبر".
واشتعلت في مدينتي سمنود وزفتى مظاهرات مماثلة؛ للمطالبة بإطلاق الحريات، ورحيل النظام الحاكم، وحل البرلمان.
وفي مدينة دمنهور نظَّم المئات من النشطاء مسيرةً احتجاجيةً في ميدان التوبة أكبر ميادين المدينة إلى شارع أحمد عرابي؛ احتجاجًا على الفساد والاستبداد وتزوير الانتخابات وسط حصارٍ أمني مكثف واعتداءات أمنية على المواطنين العاديين.
وهتف المتظاهرون هتافاتٍٍ منددة بالحزب الوطني الحاكم منها: "ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في كل شوارع مصر، ارحل ارحل عنا يا ظالم، ثورة ثورة يا مصريين على حزب المجرمين".
وفي محافظة السويس نظم الآلاف من نشطاء القوى الوطنية وقفة احتجاجية كبيرة بعد ظهر اليوم بميدان الإسعاف؛ احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية المتردية والبطالة، في إطار فعاليات يوم الغضب.
وحاول مواطن الانضمام للمظاهرة بعد أن سكب على نفسه البنزين، إلا أن المتظاهرين والأمن أنقذوه، فيما عززت قوات الأمن حضورها بسيارات المطافئ عقب الوقعة.
وردد المتظاهرون هتافات تندد بالنظام الحاكم منها: علّي سور السجن وعلّي بكرة الشعب يقوم ما يخلي، يا حرية فينك فينك أمن الدولة بينا وبينك".
وفي بني سويف نظم شباب القوى السياسية وقفة احتجاجية بحي الزراعيين، ظهر اليوم الثلاثاء؛ احتجاجًا على سياسات الحكومة المصرية والحزب الوطني وقياداته الفاشلة، مطالبين برحيل النظام الحاكم.
وردد المحتجون شعارات منددة بأمين التنظيم في الحزب الوطني ووزارة الداخلية، منها: أحمد عز باطل باطل باطل، يسقط يسقط الحزب الوطني، يسقط حبيب العادلي يسقط الظلم، قولوا للشعب وللجيش مش لاقيين رغيف العيش، يا نظام شد حيلك الطيارة بتناديلك".
وتزايد عدد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية من المواطنين؛ بعد أن قامت الجمعية الوطنية للتغيير بتوزيع بيان دعت فيه القوى السياسية للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، وشارك عشرات الأهالي مع شباب الوطنية للتغيير في الاحتجاجات.
وفرضت قوات الشرطة التي كانت موجودة بالمنطقة كردونًا أمنيًّا واسعًا وحصارًا مشددًا على المتظاهرين، وأقامت حواجز أمنية مكونة من عشرات الجنود بين المتظاهرين والمارة.
و في دمياط بدأت وقفة احتجاجية حاشدة في ميدان البوستة، ظهر اليوم الثلاثاء، تطالب بإطلاق الحريات وتحسين أحوال المواطن، ورحيل النظام الحاكم، وسط وجود أمني قوي.
وكذلك شهد مقر الحزب الناصري مظاهرة أخرى بجوار المستشفى التخصصي بامتداد كورنيش النيل، شارك فيها أكثر من ثلاثين من أعضائه، اصطفوا على كورنيش النيل، ورفعوا اللافتات المنددة بالحكومة، وأطلقوا هتافات تدعو للحرية والكرامة وتهاجم الفساد. وردد المتظاهرون هتافات تندد بالنظام الحاكم: يسقط يسقط الاستبداد، بالطول وبالعرض هنجيب النظام الحاكم الأرض، تحيا مصر والله أكبر، الاعتصام الاعتصام حتى يرحل النظام، قوة وطنية واحدة ضد الحكومة اللي بتدبحنا".
وفي الشرقية تظاهر المئات من شباب المحافظة في مسيرةٍ من شارع البوستة وصلت لميدان "عرابي" المحطة؛ للمطالبة برحيل النظام الحاكم. والتحمت المسيرة بالتجمعات في ميدان المحطة، وحاولت قوات الأمن عرقلة مسيرتها ومنعت أي أفراد جدد من الوصول إليها، وردد المتظاهرون هتافاتٍ منندة بالنظام الحاكم منها: "يسقط يسقط النظام، يا زين قول للريس السعودية في انتظارك"، ورفع المتظاهرون لافتاتٍ تُهنئ الشعب التونسي بثورته واعتبار يوم 25 يناير هو نهاية الاستبداد في مصر.
وحاصرت قوات الأمن بعددٍ ضخمٍ من سيارات الأمن المركزي والمدرعات وسيارات الإطفاء والقوات الخاصة ميدان الميدان، وعمد مخبرو أمن الدولة لتفتيش المارة ورؤية بطاقة الرقم القومي. وانتشرت القوات الخاصة في أنحاء الزقازيق، خاصةً مجلس المدينة وقصر الثقافة ومبنى المحافظة، وتعطَّلت حركة المرور بوقوف الشارع الحيوي على البحر.
وفي محافظة كفر الشيخ تظاهر 3 آلاف مواطن وناشط سياسي بمدينة بلطيم ظهر اليوم بمشاركة حمدين صباحي عضو البرلمان الشعبي تطالب بالحرية ومحاكمة الفساد.
وردد المتظاهرون هتافاتٍ تندد بتزوير البرلمان وفشل النظام الحاكم منها: غلوا السكر غلوا الزيت لما بعنا عفش البيت، أمن الدولة يا قوة يا عظمى إنت قوة ملاهش لازمة، ابعد عنا ماتضربينش إحنا مش لاقيين رغيف العيش، ليه الغاز بعته بعارك قول حكاويك قول أشعارك، يا مجلس شعب مساء الخير ده أمين التنظيم مليادير، بيقولوا علينا مختلين علشان كده ماشيين، يا محمد ويا يونس ثورة في مصر وثورة في تونس، يا قوانين الحريات هي ده كانت انتخابات، حرس حرس ليه إحنا في سجن ولا إيه".