منازل الفرار إلى الله
ففروا الى الله انى لكم منه نذير مبين- سورة الذاريات
من أعجب الآيات وذلك لان الفرار يكون من وليس إلى لان الذى يفر خائف هارب
((لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا))
(((قل ان الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم))
لماذا الفعل عدل إلى إلى فى الآية؟؟؟
اذا نظرنا للأيات قبلها وبعدها ظهر المعنى بوضوح
الله تعالى هو الوحيد الذى تفر منه اليه لان الله تعالى قال
((يامعشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفروا من أقطار السموات والأرض فنفروا))
هذا تمام الإحاطة بالعباد
اذا اردت ان تفر منه الى من تفر؟؟؟
وهو محيط بكل شىء ستفر منه اليه
نبينا يأمرنا ان نعلن الفراركل يوم منه اليه
فقد أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ وضوء الصلاة قبل النوم ونم على شقك الأيمن وقل
(
اللهم انى وجهت صدرى اليك وفوضت أمرى إليك رغبة ورهبة اليك لا ملجأولا
منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذى أنزلت وبرسولك الذى أرسلت
فبقولنا هذا الذكر قبل النوم فإننا نعلن الفرار إلى الله .
ما سبب ذكر الفرار دون غيره؟؟
اذا توجهت إلى الله لابد أن يطمئن قلبى فإن أعبر بلفظ الفرار
للفرار مهرب ومطلب مهرب له ومطلب يرجوه.
فى الآية نجد أنه
لم
يذكر الجهة التى نفر منها وذكر الجهة المطلوبة وذلك لان الجهة التى نهرب
منهاواضحة من أول لوط عليه السلام لانك اذا أعرضت مثل هؤلاء سيحدث لك ما
حدث لهم. الجهة التى نهرب منها هى العذاب.
بأيد يعنى بقوة((والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ففرورا إلى الله انى لكم منه نذير مبين))
لموسعون من السعة.
السماء التى تمتلك سعة كبيرة المولى سبحانه وتعالى قادر على توسيعها.
أبو إسماعيل الهروى يقول :الفرارمن من لم يكن إلى من لم يزل
وذكر ان الفرار يكون على ثلاث مراتب:
1ـ الفرار من الجهل إلى العلم عقدا وانسياقا
2ـ ومن الكسل الى التشمير جدا وعزما.
3ـ ومن الضيق إلى السعة ثقا ورجاءا.
الفرار من لم يكن أى المخلوق أو من النار وهى أيضاً مخلوقة الى من لم يزل وهو الله سبحانه وتعالى.
هذا اللفظ تكرر فى الآية التى بعدها(((ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين)))
الفرار أول ما يكون من الشرك إلى التوحيد
العلم بالله وصفاته أول ما ينبغى على العبد أن يطلبه فى الفرار إليه
(( لولا العقل لما فهمنا الوحى))
المعتزلة جعلت للعقل منزلة فوق منزلة الوحى قالو أن العقل أولاًثم النقل.....
حادوا عن طريق النجاةونفوا الصفات عن الله سبحانه وتعالى.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم: يقول بعد الحمد فى خطبته (( وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم))
قال الرسول صلى الله عيه وسلم:
افترقت
اليهودعلى احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وافترقت أمتى الى
ثلاثة وسبعين فرقة كلهم فى النار ما عدا واحدةقيل وما هى يا رسول الله
قال:ما عليه اليوم.
اختلافهم فى مسائل التوحيد والإيمان .......
كم من المسائل التى اختلف فيها الصحابة
لكن لم يختلفوا أبدا فى مسائل العقيدة،مستحيل أنا نجد ذلك!!!
كانوا دائما يسلمون بأمور الإعتقاد....
لما قرأ النبى صلى الله عيه وسلم:
( اننى معكما أسمع وأرى) فأشار الى أذنه وعينيه.
ـ أبو مسلم
كان يصلى طوال الليل وعندما تعجز القدمان عن الوقوف يأخذ عصاه ويضرب رجليه
ويقول والله انكم أحق بالضرب من دابتى أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
أنهم لم يخلفوا رجالا والله لأجامحنهم على الحوض ثم يقوم ويستأنف الصلاة
كيف نصل إلى درجة الإحسان ؟؟
نتمم الواجبات ونجتنب المحرمات فيسهل علينا أن يصل إلى درجة الإحسان...
لابد أن نكف عن أبوباب المحرمات تماما حتى نصل إلى درجة الإحسان.
الأوزاعى (عبد الرحمن ابن عمرو الأوزاعى) أحد الأمة المشهورين
كان
معظما عند العلماء لدرجة أن سفيان الثورى لما رأى الأوزاعى فى السوق يركب
دابته أخذ سفيان بلجام دابته يسله من الزحام ويقول: أوسعوا لبغلة الشيخ...
كان الإمام أبومالك يقول لازال أهل الشام بخير ما بقى فيهم الأوزاعى...
كان
قوما لليل سريع الدمعة <<كان قوما لليل سريع الدمعة وكان اذا صلى
بالليل وأراد أن يخرج اكتحل عينيه حتى لايظهر الذبول على عينيه.
كيف نصل إلى مثل هذا وقد فعلنا محرمات؟؟؟
عبد
الله بن عمرو بن العاص يختم القرآن كل ليلة وكانما تزوج بإمرأة تركها لشدة
تعلقه بالله وتمسكه بالعبادة وكان يصوم كل يوم حتى عتب عليه النبى صلى
الله عليه وسلم هذا الجد فى العبادة.
سبحان الله فعلا الإعانة من الله عز وجل ولا نسأل عن الوقت فى حقه
عثمان بن عفان ختم القرآن كله فى الوتر.
على بن أبى طالب حمل صخرة عجز أربعين رجلا عن زحززحتها من على الأرض.
قال تعالى:
((لن تنالوا البر حتى تنفقوامما تحبون))
أنفق ولا تخف من ذى العرش إقلالاً......
ابن عمر ضاعت ناقة له فلم يجدها فقال هى فى سبيل الله وهو فى المسجد فجاء اليه واحد وقال له وجدنا الناقة فخرج من المسجد وقال :
"أستغر الله قلت هى فى سبيل الله ورجع"
فلا ينبغى له أن يرجع فما عند الله أبقى.
حياتنا ترجمة للوحى لابد أن نخرج من الجهل إلى الجد والعمل والتشمير عزماً
أم حبيبة لما مات أبوها تطيبت وقالت والله ما بى بحاجة إلى طيب لانها سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول :لايحل لإمرأة أن
من الضيق إلى السعة الأخرة ثقة ورجاء.
انك فررت ألى الله عز وجل....
روى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم أرسل سارية وأمر عليهم رجلاًويقال ان هذا الرجل كان به دعابة فضايقوه
فقال لهم:
"ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعتى"
قالوا: بلى
فقال لهم :اجمعوا لى حطباً
فجمعوا الحطب
قال: أججوه ناراً فأججوه ناراً
قال:ادخلوا فيه.
فلا زال بعضهم يدفع بعضاً فى النار
فقال القائل:
انما فررتم إلى الله ورسوله من النار فلا زال يدفع بعضهم بعضاً حتى انطفأت
النار وسكن غضب هذا الأمير فلما رجعوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال
والله لودخلوها ما خرجوا منها انما الطاعة فى المعروف.
فى الصححين عن ابن عباس رضى الله عنهما:لما وقع الطاعون أيام عمر ابن الخطاب فأراد عمر ان لايخرج من الأرض التى هو فيها
فقال له أبو عبيدة:"ياعمر أفرار من قدر الله!!! "
قال : يا أبا عبيدة لوغيرك قالها نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله<<< ده معنى لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك.
نفر من قدر الله إلى قدر الله.....
الصحابة كانوا يعرفون جهة الفرار(( المهاجر هو من هجر ما نهى الله عنه...))
فالصحابة كانوا يخافون من المعصية.
عمر بن الخطاب كان يقول : لو أن لى ملىء الأرض ذهبا لهتديت به من عذاب الله عز وجل.
لابد من الثقة بالعمل الذى نفعله...
عائشة لما قرأت قول الله تعالى:" والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون"
فقالت للنبى صلى الله :أهذا الزانى يسرق وهذا السارق يسرق ."يفعل ما يشاء وهو يعرف أنه سيحاسب"
لا يا ابنة الصديق هؤلاء القوم أتوا بالصيام والصلاة ولكن يخافون أن لايتقبل منهم.
ملحوظة: إذا حققت معنى الشهادة وصلت إلى درجة الإحسان .