تنتابني الحسرة كثيراً حينما عجزت عن الفهم وأنا أسمع البعض من الناس يرددون باستمرار المثل: "وضع الرجل المناسب في المكان المناسب" بدون التمعن من قبل البعض الذين نسمعهم يرددون هذا المثل الذي أدمنا طوال السنين ونحن نلوكه على السنتنا كل صباح ومساء بدون أن نعمل على تطبيقه بالمعنى الصحيح، وللتوضيح عن القصد من هذا المثل هو وضع الرجل (المناسب) أي المصاهر - صاحب القربى والنسب الذي يسعى للقرابة من خلال المصاهرة وليس إطلاقا الرجل المناسب للوظيفة، والقصد من تلك المقدمة هو أننا نريد أن نفهم لمن لا يفهم ونريده أن يدرك ويفرق بين المعنيين. فالقصد من ذلك هو بوضع الرجل المناسب المصاهر في المكان المناسب يستند لكي يتسلق إلى أكبر المناصب وهو شخص غير جدير وغيرمناسب لذلك المنصب يفتقر إلى الكثير من المواصفات العلمية والخبرات العملية، وكلما في الأمر أنه شخص مسنود من قبل شخص آخر من العيار الثقيل، وهذا بكل أسف ماهو حاصل في مجتمعنا الآن فتباً للمحسوبية التي ندعي ونقول بأننا نحاربها مما جعلنا نكون في حيرة ودهشة واستغراب نردد المثل الذي يقول: "استمع كلامك أصدقك.. اشوف أمورك استعجب" لقد قلنا مرارا وتكرارا بأنه عندما يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب يكون لذلك مردودات إيجابية من قبل ذلك الشخص المناسب الكفؤ الجدير بالعمل عكس ذلك الشخص الذي يتم وضعه في مكان لا يتناسب وقدراته وامكاناته واستعداداته النفسية إضافة إلى مؤهلاته تكون النتيجة أن موقع العمل الذي وضع فيه لا يمكن أن ينجز مهامه ولا يمكن أن يتم فيه أي شكل من أشكال التطور والتحسين، أما عندما يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بحق وحقيق فإن النتيجة المؤكدة غير قابلة للنقاش أو الجدل وسنرى جوانب الإيجاب والتحسن والتطور وسوف تتنامى وتتعمق في هذا الموقع الذي سيوضع فيه الشخص الذي يمتلك القدرة والكفاءة والاستعداد والمؤهلات الضرورية الواجب توافرها لمن يشغل هذا الموقع أو ذاك كما نؤكد بأنه يتطلب في الكادر القيادي امتلاك المهارات والمعارف المتخصصة وكفاية من المعرفة الرصينة العلمية والفنية التي تمكنه من فحص ومراجعة أعمال الآخرين مع أهمية امتلاك علم وفن الإدارة والشفافية في العمل مع المراجعين من المواطنين، هناك خصال فردية يجب توافرها لدى الكادر القيادي الإداري من مهارة وخبرة وشعور بالمسؤولية للأسف لا تزال مواصفات الشخص للوظيفة الكبيرة مواصفات سلبية غير علمية أو غير دقيقة مجرد أن (أهل الثقة قبل أهل الخبرة والمعرفة) أيضا لا تزال المفاهيم الخاطئة تسيطر على عملية الاختيار للمناصب القيادية ومعايير التعيين في الجهاز الوظيفي للدولة يعتبر الكثير منها إجراءات مخالفة صريحة تؤلم الكثير من الأشخاص من جراء المحسوبية والمناطقية والمجاملات التي تعد من الأسباب الرئيسية التي لا تزال تشكل العوامل الرئيسية للكثير من الإحباطات والسلبية والتسيب في الأجهزة الإدارية والمالية الخ. وخاصة القيادية منها لنعترف أن سبب وجع مشاكلنا والتيبس الذي أصاب عضلات الجهاز الإداري للدولة نجم عن ظواهر مرضية عدة لعل في مقدمة ذلك المحسوبية - القروية- المناطقية- القبلية الخ حيث بسببها يتم تعيين شخص ما لشغل وظيفة قيادية- يكون اختياره مبنياً على أساس أن فلاناً قريباً لفلان أو على أساس أنه صهر أو خال الخ. ان مثل هذا الإجراء أو الأسلوب غير الحضاري يسبب القهر الاجتماعي والنقمة والتبرم عند أصحاب القدرات والمواهب والكفاءة والمجمدين لا بد من وضع حد لهذه التجاوزات الممقوتة وعدم وضع (الشخص الأقرب في المكان الأعلى) لأن مثل هذا الإجراء دفن المواهب من ذوي المؤهلات العلمية والخبرات العملية وضرب الطموحات وضاعت المقاييس ونرى في مجتمعنا الآن أخطاء يجب أن تصحح والرجوع إلى اختيار الأشخاص الأكفاء أصحاب الخبرة العملية والاختصاص والعلم والمثاليات وعدم تعيين ممن يفتقرون من ذلك وتعيينهم في مناصب بعينها نتيجة (للوساطة) التي بحثت عنها في قواميس العالم كله لعلي أجد تفسيراً علميا لمعنى الوساطة التي بها ترفع أناساً لا يستحقون- تتاح الفرص لهم لأي مطلب كان يتعارض والديمقراطية الاجتماعية